لَيْلَة يَا بني أنظر الَّذِي أوصيك بِهِ فافعله قَالَ الْفَتى نعم قَالَ يَا بني إِن من أفضل مَا أوصيك بِهِ إِن صحبك فِي طريقك هَذَا رجل أكبر مِنْك فَلَا تعصه حَتَّى ترجع إِلَيّ قَالَ أفعل

فَسَار ابْن لُقْمَان حَتَّى انْتهى إِلَى الْمَفَازَة بكر فِيهَا الدلجة فَإِذا هُوَ أبعد من ذَلِك واسحق فَقَامَ قَائِم الظهيرة وَاشْتَدَّ الْحر وَهُوَ فِي وسط مِنْهَا فَبينا هُوَ يسير إِذْ عرضت لَهُ الشَّجَرَة فَلَمَّا نظر إِلَيْهَا عرفهَا بنعت أَبِيه فَإِذا تحتهَا شيخ جَالس فَعدل إِلَيْهَا فَقَالَ لَهُ الشَّيْخ مَا الَّذِي تُرِيدُ يَا فَتى قَالَ أُرِيد أَن أَسِير قَالَ فَلَا تفعل فقد قَامَ قَائِم الظهيرة وتوقد الْحر وَلَكِن انْزِلْ فاستظل فِي ظلّ هَذِه الشَّجَرَة وضع عَن دوابك واشرب من المَاء فَإِذا أبردت فارتحل قَالَ الْفَتى فِي نَفسه هَذِه الشَّجَرَة الَّتِي نهاني عَنْهَا أبي مَا أُرِيد أَن أفعل قَالَ أَقْسَمت عَلَيْك لتنزلن قَالَ وَوَافَقَ ذَاك مِنْهُ هَوَاهُ وَذكر أَن أَبَاهُ قَالَ إِن صحبك رجل هُوَ أكبر مِنْك فَلَا تعصه

فَنزل الْفَتى فَوضع عَن دوابه واستظل وَأكل وَشرب ثمَّ رقد وأبى الشَّيْخ أَن ينَام فَلَمَّا اسْتلْقى ابْن لُقْمَان انحطت حَيَّة من رَأس الشَّجَرَة فَلَمَّا نظر إِلَيْهَا الشَّيْخ رَمَاهَا فَقَتلهَا ثمَّ قطع رَأسهَا فَجعله فِي قرَابه وغيب لَحمهَا حَتَّى إِذا برد النَّهَار وَأَيْقَظَ ابْن لُقْمَان فَقَامَ فَلم يستنكر من نَفسه شَيْئا فَحمل على دوابه وَقَالَ لَهُ الشَّيْخ أَيْن تُرِيدُ قَالَ أُرِيد أَرض كَذَا وَكَذَا قَالَ أَنا أريدها فَهَل لَك فِي صَحَابَتِي قَالَ ابْن لُقْمَان أحب صَاحب فَلَمَّا نزلُوا بالحي الَّذِي سماهم لَهُ لُقْمَان قَالُوا ابْن لُقْمَان فأنزلوه وأكرموه

فَبينا هم يَأْكُلُون عِنْده وَيَشْرَبُونَ إِذْ قَالَ لَهُ رجل مِنْهُم يَا ابْن لُقْمَان هَل لَك فِي امْرَأَة شَابة كَرِيمَة الْحسب كَثِيرَة المَال تنكحها قَالَ ابْن لُقْمَان فِي نَفسه هَذِه الَّتِي منعنيها أبي مَا لي حَاجَة بِالنِّكَاحِ قَالَ الشَّيْخ مَا تعرضون عَلَيْهِ قَالُوا نعرض عَلَيْهِ امْرَأَة شَابة جميلَة كَبِيرَة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015