قد قسمت وَهَذَا غُلَام فَإِن أحببتما أَن تقوما قِيمَته ثمَّ أرد عَلَيْكُمَا الشّطْر فعلت قَالَا لَا نُرِيد أَن تشتري منا شَيْئا قَالَ فهبا لي نصيبكما قَالَا مَا نُرِيد أَن نعطي أحدا من حَقنا شَيْئا قَالَ فَأَنا أهب لَكمَا نَصِيبي قَالَا مَا نُرِيد أَن تكون لَك عندنَا منَّة قَالَ فَمَاذَا قَالَا قد عرفت شرطنا عَلَيْك صحاحا كشق الشعرة قَالَ أفأشقه قَالَا أَنْت أعلم قَالَ وَالله لَا أفعل هَذَا أبدا قَالَا اتَّقِ الله وأد الْأَمَانَة تعلم أَنا لَا نأخذك بسُلْطَان وَلَيْسَت لنا عَلَيْك بَيِّنَة وَإنَّك إِن تجحد يصدقك النَّاس ويكذبوننا
قَالَ يَا نفس اصْبِرِي واذكري الْحَال الَّذِي أتيتهما عَلَيْهِ قربوا الْمِنْشَار فَأتي بِالْمِنْشَارِ قَالَ خذا بناصيته وآخذ بناحيته قَالَا نعم ذَاك لَك قَالَ فأخذا بِنَاحِيَة الْمِنْشَار وَأخذ بناحيته ثمَّ أَدْرَكته رقة الْوَالِد فَقَالَ ابدءا فأشعراه بِهِ قَالَا أَنْت أَحَق من بَدَأَ قَالَ إِنِّي لأجد لَهُ مَا لَا تجدان فأشعراه لي قَالَا أَنْت أَحَق من بدا فتقاعس فِي الْمِنْشَار ليأشره ورفعاه قَالَا إِن كنت لفاعلا قَالَ نعم وَالله حَتَّى أوفي لله بِمَا جعلت لَهُ وأؤدي الْأَمَانَة قَالَا إذهب فلك أهلك وولدك وَمَالك بَارك الله لَك لسنا من الْبشر كَانَ هَذَا بلَاء قَضَاهُ الله عَلَيْك فبررت وأوفيت وَنحن منعنَا ملكي بني إِسْرَائِيل أَن يعطياك شَيْئا لما قَضَاهُ الله عَلَيْك من الْبلَاء فاطمئن فِي مَالك
وَعَن عَطاء قَالَ لما أعتق لُقْمَان أعطَاهُ مَوْلَاهُ مَالا فَبَارك الله للقمان فِي ذَلِك المَال فَكثر ونما وَجعل لَا يَأْتِيهِ أحد يستقرضه قرضا إِلَّا أقْرضهُ لَا يَأْخُذ عَلَيْهِ حميلا وَلَا رهنا إِلَّا أَنه إِذا أَرَادَ أَن يدْفع إِلَيْهِ المَال قَالَ تَأْخُذهُ بأمانة الله لتؤدينه إِلَيّ عَام قَابل فَإِذا قَالَ نعم دَفعه إِلَيْهِ فَجعل النَّاس يَأْخُذُونَ مِنْهُ ويؤدون فَذكر فعل لُقْمَان لرجل يسكن سَاحل الْبَحْر تِجَارَته فِي الْبَحْر لص ملط فَاجر فَقَالَ وَالله إِن رَأَيْت مَالا أضيع من هَذَا مَا يَأْخُذ مني رهنا وَلَا حميلا وَالله لَآتِيَن هَذَا