فطروا على الْمعرفَة فَلَيْسَ أحد يقدر أَن يُنكره فهم يقرونَ بِهِ ويعرفونه معرفَة الْفطْرَة وَقد اسْتَوَى فِيهِ الْخلق قَالَ تَعَالَى {فطْرَة الله الَّتِي فطر النَّاس عَلَيْهَا}
قَوْله الْإِخْلَاص بِاللَّه أَي الْمُؤمن لما أَدْرَكته الْهِدَايَة وَجعل الله تَعَالَى لَهُ نورا فأحياه خلص الله تَعَالَى أمره
الثَّانِي الصَّلَاة وَهِي الْملَّة وَمعنى ذَلِك أَنَّهَا تشْتَمل على أَفعَال مَضْمُومَة بَعْضهَا إِلَى بعض فصيرت فعلا وَاحِدًا وَكَذَلِكَ يجْتَمع الْخلق بأجسادهم على هَذَا الْأَمر الْوَاحِد فَتكون صلَاتهم مَضْمُومَة بَعْضهَا إِلَى بعض فَتكون صَلَاة وَاحِدَة وَالْملَّة مَا ضمت وَلذَلِك سميت الخبزة المضمومة إِلَى الحفرة مِلَّة
الثَّالِث الزَّكَاة وَهِي الطهرة وَمَعْنَاهُ أَن الزَّكَاة طهرة لَهُم من أدناسهم قَالَ تَعَالَى خُذ من أَمْوَالهم صَدَقَة تطهرهُمْ وتزكيهم بهَا
فَإِن الله تَعَالَى جعل المَال سَببا لقوام معاشهم وخلقهم مُحْتَاجين مضطرين والمضطر مفزعه إِلَى من اضْطر إِلَى نَفسه فَترك مفزعه وَجعل الْبَاب الَّذِي صير سَببا مفزعا لِحَاجَتِهِ فَمَال بِقَلْبِه عَن الله تَعَالَى وَلِهَذَا سمي مَالا لميل الْقُلُوب عَن الله تَعَالَى إِلَيْهَا فقد دنس بذلك فَقيل تصدقوا أَي أعْطوا من هَذَا المَال مَا يظْهر صدق أقوالكم انا لله وان الْأَمْوَال مِنْهُ فِي أَيْدِينَا وَسميت صَدَقَة لِأَنَّهُ يظْهر بالإعطاء صدق أَقْوَالهم فَتَصِير صَدَقَاتهمْ طهرة لَهُم من أدناسهم إِذا أَصَابَهُ من الْحَلَال يصير دنسا لميل قلبه عَن الله تَعَالَى فَكيف بالحرام والشبهة فالحرام لَا