واتخذه حبيبا كَمَا قَالَ تَعَالَى {إِن الله يحب التوابين وَيُحب المتطهرين} ثمَّ أرْضى عَنهُ خصماءه
رُوِيَ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ يُنَادي مُنَاد يَوْم الْقِيَامَة أَلا من كَانَ لله وليا فليعتزل ثمَّ يَقُول أَنا ضَامِن لمن ادّعى قبلهم حَقًا
فَهَؤُلَاءِ الَّذين ضمن لَهُم آدميون ونادى جِبْرَائِيل عَلَيْهِ السَّلَام بحب الله لَهُ فبرأه من تبعة أهل السخرة
وَلذَلِك قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن صَلَاتكُمْ عَليّ معروضة يَوْم الْجُمُعَة فَأَكْثرُوا عَليّ الصَّلَاة فَقَالَ قَائِل كَيفَ وَقد رممت فَقَالَ إِنَّا معاشر الْأَنْبِيَاء حرم الله على الأَرْض أَجْسَادنَا أَن تأكلها
أخبر عَن حَال الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم السَّلَام أَن الأَرْض تبرأت مِنْهُم وَلم تتبعهم مِمَّا أكلُوا فِيهَا لأَنهم تناولوا مَا تناولوا مِنْهَا بِالْحَقِّ وَالْعدْل
يُحَقّق مَا قُلْنَا حَدِيث جَابر بن عبد الله أَن شُهَدَاء أحد لما نقلوا عَن قُبُورهم إِلَى مَوضِع آخر فِي زمن مُعَاوِيَة حَيْثُ أَرَادَ أَن يجْرِي المَاء فِي ذَلِك الْموضع أخرجُوا عَن قُبُورهم بعد نَحْو من أَرْبَعِينَ سنة رطابا حَتَّى أَصَابَت المسحاة قدم حَمْزَة رَضِي الله عَنهُ فانبعث دَمًا طريا
وَقد حذر الله عَن الْميل عَن الْحق وَاتِّبَاع الْهوى قَالَ تَعَالَى يَا دَاوُد إِنَّا جعلناك خَليفَة فِي الأَرْض فاحكم بَين النَّاس بِالْحَقِّ وَلَا تتبع