ينَام وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَن ينَام باسط يَده لمسيء النَّهَار أَن يَتُوب بِاللَّيْلِ ولمسيء اللَّيْل أَن يَتُوب بِالنَّهَارِ حجابه النَّار لَو كشفها لأحرقت سبحات وَجهه كل شَيْء أدْركهُ بَصَره
فَإِذا تَابَ وَأقَام على سَوَاء الطَّرِيق أشرق لَهُ نوران نور الْحق وَنور الْعدْل فنور الْحق يمنعك عَن الْبَاطِل وَالْمَعْصِيَة وَنور الْعدْل يمسكك عَن الْميل فِي الْحق وَهُوَ أَن تكون فِي الطَّاعَة مرائيا أَو متصنعا أَو مداهنا فتذهب عَن الاسْتقَامَة وَهُوَ قَوْله تَعَالَى {وَمن قوم مُوسَى أمة يهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِه يعدلُونَ}
فَإِذا ظَفرت بِهَذَيْنِ النورين وَكَانَا لَك فلزمتهما فَأَنت فِي كل أَمر يحدث يخرج حركاتك إِلَى الْجَوَارِح من قلب محق عدل فَهَذَا قد أكل رزقه وَقبض مَنَافِعه من المسخرين وَأدّى إِلَى الله تَعَالَى خدمته وَفِي خلال ذَلِك يسْتَغْفر للتقصير الَّذِي يتخوف مِنْهُ فَلم يبْق لِلسَّمَوَاتِ وَالْأَرْض وَلَا للشمس وَالْقَمَر وَاللَّيْل وَالنَّهَار عَلَيْهِ تبعة وَلَا خُصُومَة وَمن كَانَ بِخِلَاف ذَلِك فَهَؤُلَاءِ كلهم خصماؤه فويل لَهُ من أرضه الَّتِي يدْفن فِيهَا مَاذَا تعْمل بِهِ وَكَيف تعصره عصرا وَكَيف تضغطه ضغطا وَمن سمائه الَّتِي يصعد بِرُوحِهِ إِلَيْهَا وَمن مَلَائِكَة الله حَيْثُ يمر بِرُوحِهِ عَلَيْهِم وَمن جَمِيع خلقه المسخرين لَهُ يَقُولُونَ قد اسْتَرَحْنَا من هَذَا العَبْد الْآبِق وَلذَلِك قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مستريح ومستراح مِنْهُ
فالمستريح من غفر لَهُ والمستراح مِنْهُ من هَؤُلَاءِ خصماؤه يَقُولُونَ أوصلنا إِلَيْك السخرة فَأَيْنَ الْخدمَة فَمن تَابَ وتطهر تولاه الله تَعَالَى