لحمد ربه فَإِذا خلصت إِلَيْهِ لَذَّة ذَلِك الشَّيْء هيجت مِنْهُ ذكر الْمُنعم فأثارت فِي صَدره نورا يجدد حَمده وينكشف لَهُ الغطاء عَن عطف ربه وَرَحمته عَلَيْهِ فَيَزْدَاد بذلك خضوعا وذلة وحياء مِنْهُ وتتراكم عَلَيْهِ أثقال الشُّكْر فالنعم على هَذَا الْوَجْه محقوقة أَن تحب

وَمن هَذَا الْقَبِيل مَا أنعم بِهِ على سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام وَمن توهم أَنه سَأَلَ ملكا لَا يَنْبَغِي لأحد من بعده لحب نَفسه ولحب دُنْيَاهُ مَعَ أَن الله تَعَالَى أثنى عَلَيْهِ وَقَالَ {نعم العَبْد إِنَّه أواب} وَقَالَ تَعَالَى {وَإِن لَهُ عندنَا لزلفى وَحسن مآب} وَقَالَ {وَمن ذُريَّته دَاوُد وَسليمَان} ثمَّ قَالَ فِي آخر الْآيَة {أُولَئِكَ الَّذين هدى الله فبهداهم اقتده}

فَسَماهُ مهديا وأوابا وَصَاحب زلفة وَحسن مآب فقد رد على الله فَلم يُؤمن عَلَيْهِ الْكفْر

عَن جَابر بن عبد الله رَضِي الله عَنهُ قَالَ لما قتل أبي يَوْم أحد دَعَاني النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ أَتُحِبُّ الدَّرَاهِم قلت نعم قَالَ لَو جَاءَتْنِي دَرَاهِم أَعطيتك هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا فَقبض النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قبل أَن يعطيني فَلَمَّا اسْتخْلف أَبُو بكر أَتَاهُ مَال من الْبَحْرين فدعاني فَقَالَ خُذ كَمَا قَالَ لَك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأخذت بكفي جَمِيعًا وَأخذت الثَّانِيَة أقل مِنْهُ فَقلت عدوا هَذَا فأعطوني مثله مرَّتَيْنِ فعد فَوجدَ سَبْعمِائة وَخمسين فأعطوني مثلهَا مرَّتَيْنِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015