وإن قيل: بأنها علمية على ما هو رأي أكثر المتقدمين فجوابه: أن المطلوب إفادة القطع من مجموع الأدلة الظنية التي نذكرها، لا القطع بكل واحد منها ولا امتناع في ذلك.
واعترض عليه أيضا: بأن ما ذكرتم وإن دل على أن عدم القبول معلل يكون الراوي فاسقا لكن قوله تعالى: {أن تصيبوا قوما بجهالة} يدل على أنه معلل بعدم إفادته العلم؛ إذ الجهالة هنا عبارة عن عدم القطع بالشيء لا القطع بالشيء مع أنه ليس كذلك، فإن خبر الفاسق لا يفيد ذلك حتى يحسن أن يقال: أن تصيبوا قوما بجهالة، بل إنما يفيد النوع الأول، وخبر الواحد العدل يشاركه في ذلك فوجب أن لا يقبل.
وجوابه: أن الظن كثيرا ما يطلق على العلم، والعلم على الظن.
قال الله تعالى: {الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم} أي علموا.
وقال: {وظنوا أنه واقع بهم} {وظنوا أنهم أحيط بهم}.
وقال: {فإن علمتوهن مؤمنات} / (80/أ) أي ظننتموهن.