* وكذلك لم نفهرس الأماكن، فهي في جملتها لا يتعلق بها حكم فقهي، بل تذكر للتمثيل فقط، مثل: استأجر دابة من مَرْو إلى بَلْخ.
والقليل الذي يتعلق به حكم فقهي مثل حكم من يلوذ بالحرم هرباً من قصاصٍ أو حد يمكن الوصول إليه أيضاً عن طريق فهرس المحتويات.
* تكشيف نهاية المطلب:
كان وما زال أملنا أن يُصنع لهذا الكتاب كشافات تحليلية مرتبة ألفبائياً، تجمع ما تفرق من مسائله، وتوزَّع بين أبوابه وفصوله، فأنت تجد مسائل من الرهن تعالج في أبواب الصداق، وأبواب الوصية، ومسائل العتق والكتابة، والغصب وهكذا، ولا منجى من ذلك إلا بتكشيف كتب الفقه.
إن تكشيف هذا الكتاب -وغيره من أمهات كتب الفقه- سيفتح أمام الدراسات الفقهية والإسلامية بعامة فتحاً جديداً.
إن العقبات التي تحول بين علماء القانون، والاقتصاد، والاجتماع، والتربية، وعلماء البيئة وغيرهم -إن العقبات التي تحول بين هؤلاء والاستفادة من تراثنا الفقهي ترجع بالدرجة الأولى إلى عدم ترتيب المعلومات ترتيباً يسهل معه استرجاعها.
ومنذ ما يزيد على نصف قرن (في الخمسينات والستينات من القرن الماضي) تنبه علماء أجلاء إلى قضية تقريب التراث الفقهي للباحثين، عن طريق التكشيف والفهرسة، كان ذلك في (دمشق) الفيحاء عندما بدأت المحاولات لعمل موسوعة فقهية، وتكونت لجنة لذلك برئاسة المرحوم المجاهد الدكتور مصطفى السباعي، ثم في أيام الوحدة مع مصر برئاسة العلامة الشيخ مصطفى الزرقا، ولم تستمر تلك الجهود للأسف، وكان مما أسفرت عنه تكشيف الفقه الظاهري، وصدر في مجلد باسم (معجم فقه ابن حزم الظاهري) وهو عمل علمي جليل، حبذا لو استمر النسج على منواله لكل كتب الفقه.
ثم انتقل الاهتمام بأمر الموسوعة إلى مصر (المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية)، ولكن الأمور سارت ببطء، فتصدّت للمهمة (دولة الكويت) فأحسنت وأجادت وسبقت، ويعنينا في هذا المقام ما قامت به لجنة الموسوعة من تكشيف لمجموعة من