ولقد عبرت عن هذا العناء الدكتورة بنت الشاطىء، حين صنعت فهرساً للأعلام لمقدمة ابن الصلاح، حيث قالت: "أعترف أنني لم أقدّر حدود جهدي وطاقتي حين استجبت لرغبة زميل كريم ... في فهرسة أعلام النص المحقق لمقدمة ابن الصلاح ... " (?).
فبهذا الأسلوب الأدبي تصور عناءها في صنع فهرس الأعلام، وأنه كان فوق حدود جهدها وطاقتها.
ومثل ذلك عانيناه في فهرس الكتب.
وإذا كان شيخنا العلامة أبو غدة قد سلخ نحو ثلاثة أشهر في فهرسة (الانتقاء) وهو في مجلد لطيف لا يزيد عن نصف مجلد من النهاية إلا قليلاً، فماذا نقول نحن أمام هذا الكتاب الكريم الذي يقع في عشرين مجلداً.
...
* ثم إننا قد ابتكرنا فهرساً جديداً -لم نره من قبل في أي كتابٍ- وهو فهرس الكلمات التي تحتمل أكثر من قراءة في المخطوط، فقد صورنا قدراً صالحاً من هذه الكلمات، وألحقناها بالمجلد الذي وردت فيه -وليس في مجلد الفهارس- لتكون تحت نظر القارىء، ولتُقرأ في سياقها.
وغرضنا من ذلك أمران:
أ- أن نشُرك الكرام القارئين معنا في تقويم النص، آملين أن يُلهم أحدُهم قراءة صحيحة لهذه الكلمات.
ب- أن نؤكد معنىً خطيراً، وهو حرمةُ النصوص التراثية، وعدم الجرأة على اقتحامها، وقراءتها، كيفما اتفق.
وننبه أن هذا الفهرس ليس في كل المجلدات، وإنما هو في المجلدات التي حققت عن نسخة وحيدة، أو اتفقت النسخ الموجودة على هذا الرسم غير المقروء تماماً بالنسبة لنا.