والأيام ما يحتاج إلى ضبط وفهرسة، ولكني صنعته من أجل وقعةٍ واحدة، هي موقعة (ملاذ كرد) تلك الموقعة التي لا تقل خطراً في تاريخ الإسلام عن موقعة اليرموك، وفتح القسطنطينية، ولكنها مغيَّبة تماماً عن مناهجنا الدراسية، فقلما تجد من يعرف عنها خبراً حتى من مدرسي التاريخ في مدارسنا المتوسطة والثانوية وأخشى أن أقول في جامعاتنا، من أجل هذه الموقعة، وإبرازها، والتعريف بها، صنعتُ هذا الفهرس الذي لا يتجاوز بضعة أسطر.
...
نعود إلى صنعنا لفهارس النهاية، وما كان من جهدٍ وصلنا فيه الليل بالنهار، فهذا العمل كما قال الشيخ أبو غدة رحمه الله، "فيه بذل جهد كبير، وتحمل مشقاتٍ كثيرة، يأكل الذهن والزمن في معاناة ضبط الأسماء، وتمييزها، وتصنيفها، وعدم تعددها، أو تداخلها سهواً أَو خطأ" (?).
وحقاً لقد أضنانا العمل في ضبط الأسماء وتمييزها، وعانينا من ذلك كثيراً، ذلك أن الإمام يذكر العلم مرة باسمه، ومرة بكنيته، ومرة بلقبه، والألقاب تتشابه، والكنى تتشابه، بل حتى الأسماء قد تتشابه.
ولقد حاولنا أن نصل -بالمتابعة والمقارنة- إلى اصطلاح الإمام في إيراده الأعلام، وحدّدنا ذلك وضبطناه بصورة قاطعة.
ولكن الإمام لا يفتأ يخالف هذا المصطلح الذي دققناه، ووصلنا إليه بعد لأْي وعناء، ومثال ذلك أنه إذا قال (الشيخ) مطلقاً، فمراده الشيخ أبو علي السنجي، ولكنه يخالف ذلك أحياناً، مثلما تجده في الجزء الخامس ص 310 حيث أطلق لفظ الشيخ مريداً به والده، وما عرفنا ذلك إلا من السياق.
وأحياناً كان يطلق (الشيخ) ويريد به القفال.
ومن هنا كان علينا أن نراجع مواضع الأعلام موضعاً موضعاً، وننظر في السياق على ما "يأكل ذلك من الجهد والزمن".