ومن رسالة للفقيه الوزير أبى حفص عمر بن الحسن الهوزنى [1] قال فيها: وكتابى على حالة يشيب [2] لشهودها مفرق الوليد، كما تغيّر [3] لورودها وجه الصعيد؛ بدؤها ينسف الطريف والتالد، ويستأصل الولد والوالد؛ تذر النساء أيامى، والأطفال يتامى؛ فلا أيّمة إذ لم تبق أنثى، ولا يتيم والأطفال فى قيد الأسرى؛ بل تعمّ الجميع جمّا جمّا فلا تخصّ، وتزدلف إليهم قدما قدما فلا تنكص؛ طمت حتى خيف على عروة الإيمان الانفضاض، وطمّت حتى خشى على عمود الإسلام الانقضاض، وسمت حتى توقّع لجناح الدين الانهياض.

وفى فصل منها: وكأن الجمع فى رقدة أهل الكهف، أو على وعد صادق من الصّرف والكشف.

ومنها: وإن هذا الأمر له ما بعده، إلا أن يسنّى [4] الله على يديك دفعه وصدّه.

وكم مثلها شوهاء نهنهت فانثنت ... وناظرها من شدّة النّقع أرمد

فمرّت تنادى: الويل للقادح الصّفا ... لبعض القلوب الصخر أو هى أجلد [5] !

طور بواسطة نورين ميديا © 2015