وأبقت ثناء كاللطائم [1] نشّرت، ... تبيد الليالى وهو غضّ يجدّد [2]
وفى فصل منها فى الحرب: والحرب فى اجتلائها حسناء عروس تطّبى [3] الأغمار بزّتها، وفى بنائها شمطاء عبوس تختلى الأعمار غرّتها [4] ؛ فالأقلّ للهبها وارد، والأكثر عن شهبها حائد؛ فأخلق بمجيد عن مكانها، وعزلة فى ميدانها؛ فوقودها شكّة السلاح، وقتارها متصاعد الأرواح؛ فإن عسعس ليلها مرّة لانصرام، أو انجبس وبلها ساعة لانسجام؛ فيومها غسق يردّ الطّرف كليلا، ونبلها صيّب [5] يزيد الخوف غليلا.
وقال فيها:
أعبّاد ضاق الذّرع واتّسع الخرق ... ولا غرب للدنيا إذا لم يكن شرق
ودونك قولا طال وهو مقصّر ... وللعين معنى لا يعبّره النطق
إليك انتهت آمالنا فارم مادهى ... بعزمك يدمغ هامة الباطل الحق [6]
وما أخطأ السبيل من أتى البيوت من أبوابها، ولا أرجأ الدليل من ناط الأمور بأربابها؛ ولربّ أمل بين أثناء المحاذير مدمج، ومحبوب فى طىّ المكاره مدرج؛ فانتهز فرصتها فقد بان من غيرك العجز، وطبّق مضاربها فكأن قد أمكنك الحزّ؛ ولا غرو أن يستمطر الغمام فى الجدب، ويستصحب الحسام فى الحرب!.