وعلا عارضيه ماء النّدى الجا ... رى وماء الحجا وماء الشباب

أرسلت نحوه المنيّة عينا ... قطّعت منه أوثق الأسباب

وقال يرثى أبا الصقر:

لو صحّح الدمع لى أو ناصح الكمد ... لقلّما صحبانى الرّوح والجسد

خان الصفاء أخ خان الزمان له ... أخا فلم يتخوّن جسمه الكمد

تساقط الدمع أدنى ما بليت به ... للوجد إذ لم تساقط مهجة ويد

فو الذى رتكت [1] تطوى الفجاج له ... سفائن البرّ فى خدّ الثرى تخد

لأنفدنّ أسى إن لم أمت أسفا ... وينفد العمر بى أو ينفد الأمد

عنّى إليك فإنى عنك فى شغل ... لى منه يوم سيبلى مهجتى وغد

وإن بجريّة [2] نابت جأرت لها ... إلى ذرى جلدى فاستؤهل الجلد

هى النوائب فاشجى أوفعى عظة ... فإنها شجر [3] أثمارها رشد

هبّى ترى قلقا من تحته أرق ... يحدوهما كمد يعنو [4] له الجسد

صمّاء سمّ العدا فى جنبها ضرب ... وشرب كأس الردى فى ظلّها شهد

هناك أمّ النّهى لم تود من حزن ... ولم تجد لبنى الدنيا بما تجد

لو يعلم الناس علمى بالزمان وما ... عائت يداه لما ربّوا ولا ولدوا

لا يبعد الله ملحودا أقام به ... شخص الحجا وسقاه الواحد الصّمد

يا صاحب القبر، دعوى غير متّئب [5] ... إن قال أودى النّدى والبدر والأسد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015