إذا البعيد الوطن انتابه ... حلّ إلى نهى وواد خصيب

أدنته أيدى العيس من ساحة ... كأنها مسقط رأس الغريب

أظلمت الآمال من بعده ... وعرّيت من كل حسن وطيب

كانت خدودا صقلت برهة [1] ... واليوم صارت مألفا للشّحوب

كم حاجة صارت ركوبا به ... ولم تكن من قبله بالرّكوب

حلّ عقاليها كما أطلقت ... من عقد المزنة ريح الجنوب

إذا تيمّمناه فى مطلب ... كان قليبا ورشاء القليب

ونعمة منه تسربلتها ... كأنها طرّة برد قشيب

من اللّواتى إن ونى شاكر ... قامت لمسديها مقام الخطيب

متى تنخ ترحل بتفضيله ... أو غاب يوما حضرت بالمغيب

فما لنا اليوم ولا للعلا ... من بعده غير الأسى والنّحيب

وقال يرثى أحمد بن هارون القرشىّ:

دأب عينى البكاء، والحزن دابى ... فاتركينى- وقيت ما بى- لمابى

سأجزّى بقاء أيام عمرى ... بين بثّى وعبرتى واكتئابى

فيك يا أحمد بن هارون خصّت ... ثم عمّت رزيّتى ومصابى

فجعتنى الأيّام فى الصادق النّط ... ق فتى المكرمات والآداب

بخليل دون الأخلّاء [لا [2]] بل ... صاحبى المصطفى على أصحابى

أفلمّا تسربل المجد واجتا ... ب من الحمد أيّما مجتاب

وتراءته أعين النّاظريه ... قمرا باهرا ورئبال غاب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015