بات الثرى بأخى جذلان مبتهجا ... وبتّ يحكم فى أجفانى السّهد
لهفى عليك وما لهفى بمجدية ... ما لم يزرك بنفسى حرّ ما أجد
أمسى أبو الصقر يعفو الترب أحسنه ... دونى ودلو الرّدى فى مائه يرد
ويل لأمّك أقصر إنه حدث ... لم يعتقد مثله قلب ولا خلد [1]
غال الزمان شقيق [2] الجود لم يقه ... أهل ولم يفده مال ولا ولد
حين ارتوى الماء وافترّت شبيبته ... عن مضحك للمعالى ثغره برد
وقيل: أحمدها، بل قيل: أمجدها ... بل قيل: أنجدها إن فرّت النّجد
رؤد الشباب كنصل السيف لا جعد ... فى راحتيه ولا فى عوده أود
سقى الحبيس ومحبوسا ببرزخه ... من السّمىّ كغيث الودق يطّرد
بحيث حلّ أبو صقر فودّعه ... صفو الحياة ومن لذّاتها الرّغد
بحيث حلّ فقيد المجد مغتربا ... ومورثا حسرات ليس تفتقد
وقال يرثى عمير بن الوليد:
أعيدى النّوح معولة أعيدى ... وزيدى فى بكائك ثم زيدى
وقومى حاسرا فى حاسرات ... خوامش للنّحور وللخدود
هو الخطب الذى ابتدأ الرّزايا ... وقال لأعين الثّقلين جودى
ألا رزئت خراسان فتاها ... غداة ثوى عمير بن الوليد
ألا رزئت بمسئول منيل ... ألا رزئت بمتلاف مفيد
ألا إنّ النّدى والجود حلّا ... بحيث حللت من حفر الصّعيد
بنفسى أنت من ملك رمته ... منيّته بسهم ردّى سديد