محمد من سنة تسع وسبعمائة، وتأكدت الصحبة بيننا، فكانا من خيار من صحبت، وكان لى بهما اجتماع قبل ذلك، وكان رحمه الله كريما حسن الصحبة والمودة، وجلس مع العدول بدمشق والقاهرة وشهد على القضاة، وما زال يعظمه الأكابر والأمراء والوزراء ويجلّونه رحمه الله تعالى.
وتوفى فى آخر ليلة السبت المسفرة عن رابع عشر شهر رمضان الأمير جمال الدين خضر بن نوكية [1] أحد أمراء الطبلخاناة بداره، بخط الهلالية بظاهر القاهرة، ودفن فى ليلة السبت، وكان قد مرض نحو ثلاثة أشهر وعوفى، وطلع إلى الخدمة السلطانية قبل وفاته بيومين، فى يوم الخميس ثانى عشر الشهر فبلغنى أن السلطان سأله عن حاله، فلما خرج من الخدمة، قال السلطان لبعض خواصه من الأمراء لمن يعطى خبز هذا؟ فقيل له: وكيف يقطع السلطان خبزه؟
فقال السلطان: «هذا ما يعيش أكثر من يومين» فكان كذلك، ولعمرى لو قال هذا القول من يتصدى للناس ممن ينسب إلى الصلاح والكشف لعدت من كراماته، ولهرع الناس إليه، وبلغنى أنه صلى الجمعة ببركة الحبش [2] ، وأفطر فى ليلة السبت، وتسحر، ومات قبيل أذان الصبح.
وفيها فى ليلة السبت المسفرة عن سابع عشرين شوال كانت وفاة الأمير شمس الدين قرا سنقر المنصورى [3] بمدينة مراغة [4] من عمل أذربيجان [5] ، ودفن فى مستهل ذى القعدة، وكان سبب تأخير دفنه أنه كتب إلى الملك أبى سعيد بخبر وفاته، واستؤذن فى دفنه، فتأخر إلى أن ورد جوابه، ورد الخبر إلى الأبواب/ السلطانية بوفاته فى يوم الثلاثاء حادى عشرين ذى القعدة، وقد