شُعَيبٌ ومُوسَى ثم هارونُ صِنْوُهُ ... عليهم سلامُ اللهِ في السِّرِّ والْجَهْرِ

ويونسُ إلْياسٌ وذُو الكِفْلِ كلُّهم ... من المُخْلَصِين الدَّائِمين على الشُّكْرِ

وداوُدُ ذُو الأيْدِ سُلَيمان بَعْدَه ... وأيُّوبُ مَن قد فاقَ بالأجْرِ والصَّبْرِ

ويوسُف لكنَّ المُسَمَّى بغَافِرٍ ... به الخُلْفُ تحْكِيه الرُّوَاةُ بلا نُكْرِ

فقيل ابنُ يعقوبٍ وقد قيل غيرُه ... من الأنْبياءِ المُرْسَلِين ذَوِي الإصْرِ

كذا زكريَّاءُ المُبشَّر بالنِّدَا ... ويحيى وعيسى فاعْتبِرْ يا أخا الفِكْرِ

كذا يَسعٌ ثم الْعُزَيْرُ بتَوْبةٍ ... فسَلْ توبةً من مالِك الخلقِ والأمْرِ

فقيل ابنُ إبراهيم أو هُوَ غيرُه ... من الأنبياءِ الطاهِرين أُولِي الصَّبْرِ

فهذا الذي في الذِّكْرِ جاء مُصَرَّحاً ... به دُمْتَ مَسْعوداً إلى آخِر الدَّهْرِ

فجُمْلتُهم يا صاحِ عشرون ثم زِدْ ... ثمانيةً نِلْتَ الشَّفاعةَ في الحَشْرِ

به أرْتَجِي عَفْواً لِذَنْبٍ جَنَيْتُه ... عسى العُسْرُ يأتي بعدَه أجْملُ اليُسْرِ

وتنْفَكُّ أقْفالُ القُيودِ بأسْرها ... وتُفْتَح أبْوابُ القَبُولِ بلا قَسْرِ

عليهم صلاةُ اللهِ ثم سلامُه ... يَدُومانِ أحْقاباً إلى أمَدِ الدَّهْرِ

قوله: ويوسف به الخلف في الخميس نقلاً عن الكامل، قيل: موسى هو موسى بن عمران بن يصهر بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق ابن إبراهيم.

وأم موسى يوخانذ.

واسم امرأته صفوراً ابنة شعيب النبي.

وكان فرعون مصر في ايامه قابوس بن مصعب بن معاوية، صاحب يوسف الثاني.

وكانت امرأته آسية بنت مزاحم بن عبيد بن الريان بن الوليد فرعون يوسف الأول. انتهى.

وقال في محلٍ آخر: وقيل: كان الملك في أيام يوسف فرعون موسى وهو مصعب ابن الريان، أو ابن الوليد، بن مصعب.

عاش أربعمائة سنة، وبقي إلى زمان موسى، بدليل قوله تعالى: " ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات ".

والمشهور أن فرعون موسى من أولاد فرعون يوسف، من بقايا عاد، والآية من قبيل الخطاب للأبناء بأحوال الآباء.

وقوله وذو الكفل في نبوته خلاف، قال البيضاوي: في سورة ص: ذو الكفل ابن عم يسع أو بشر بن أيوب، واختلف في نبوته. انتهى.

ولم يحك هذا في سورة الأنبياء، بل قال: إلياس أو يوشع أو زكريا.

وحكمة تأخيره على القول بأنه زكريا؛ لأن الله تعالى ذكره بعد ذي النون، بقوله تعالى: " وزكريا إذ نادى ربه "، فهذا يبعد القول بأنه زكريا.

وقال الجلال المحلى، في سورة ص: اختلف نبوته، قيل: كفل مائة نبيٍ فرت إليه من القتل. انتهى.

ويدلك على أن القول بنبوته ضعيف، قول الجلال المحلى أيضاً، في سورة الأنبياء: وسمي ذا الكفل، لأنه تكفل بصيام جميع نهاره، وقيام جميع ليله، وأن يقضي بين الناس ولا يغضب، فوفى بجميع ذلك، وقيل: لم يكن نبياً. انتهى.

وإيراده له بقيل، مع تأخيره إشارة إلى الضعف.

وفي تاريخ ابن الشحنة: وبعث الله تعالى ولد أيوب بشراً، وسماه ذا الكفل، وكان مقامه بالشام. انتهى.

فهو والمؤيد، صاحب حماة، جازمان بأن ذا الكفل ابن أيوب، بعثه الله بعد أبيه.

وقوله: كذلك إسماعيل فيه الخلاف المذكور في الأنعام: قيل غير ابن إبراهيم، والصحيح أنه ابنه؛ وإنما أخر في الذكر لأنه أبو العرب، ولم يكن أباً لبني إسرائيل، وإنما كان إسحاق بن إبراهيم، فلما ذكر إسحاق عد الأنبياء من أولاده، ثم عاد إلى ذكر إسماعيل.

وفي تفسير اللباب: إشماويل بالعربية: إسماعيل، وهو متأخر عن أولاد إبراهيم بزمان طويل، وهو الذي داود وبقي إلى زمان شعيب بن غيفا، صاحب مدين الذي تزوج موسى بنته، وشعيب بن ذي مهدم، وإليه الإشارة بقوله عز وجل: " وكم قصمنا من قريةٍ كانت ظالمةً "، أي بقتلهم شعيباً هذا.

محمد بن موسى الحسيني الجمازي معدودٌ من سراة الجحافل، مرموقٌ في السادة الذين زينوا المحافل.

تتعطر أودية الشرف من رياه، وتتقطر مياه الترف من محياه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015