صبَّح الإقبال حرباً ولَكَم ... شرَّقتْ من خَيْلهِ حربٌ وصُبحُ

يومَ أرْوَى بقَدِيحِ المُصْطلى ... قَدْحَ زَنْدٍ وَرْيُه بالفَوْزِ قِدْحُ

وعلى العُمْرةِ أرْبتْ يَدُهُ ... وله في يومِها عَفْوٌ وصَفْحُ

أذْكَر الصَّفّيْن إذْ ذاك بها ... يومَ صِفِّينَ وللْخَيْليْن ضَبْحُ

ولَغَا عني ضَلالاً بعد ما ... طاشَ من تَصْحيفه في فِيهِ صَفْحُ

ولَكَمْ سارَع بالخيْلِ على ... حَرَمِ اللهِ وللأَعْمارِ دَلْحُ

مانعُ الْجارِ فلو لاَذَ الدُّجى ... بعَواليه لمَا جَلاّه صُبْحُ

ولو انَّ الشمسَ تحْكِي نُورَه ... ما عَلاها في ظلامِ الليلِ جُنْحُ

وَاهِبُ الأرْواحِ في يومِ الوَغَى ... لأَعادِيهِ الأُلَى بالمالِ شَحُّوا

ولقد كان أبُوه هكذا ... ولِمَاءِ الوَرْدِ بعد الوردِ نَضْحُ

أشْغلَتْ هَيْبتُه فِكْرَ العِدَى ... فهمُ في غَمْرةِ الإشْفاقِ طَرْحُ

لو رَأَوْه في الكَرى لانْتبهُوا ... ولهم من خَوْفهِ بالرُّعْبِ قَزْحُ

وإذا شَامُوا بُروقاً أيْقنُوا ... أنَّ أعناقَهمُ بالبِيضِ مُسْحُ

وإنِ انْقضَّتْ نجومٌ في الهَوَا ... زَعمُوا أن مُطارَ الشهْبِ رُزْحُ

بأبِي أفْدِيك يا بحرَ النَّدَى ... يا مُضِيءَ الرَّأْيِ إن أظلمَ قَدْحُ

يا عَقِيدَ الخيلِ يومَ المُلْتقَى ... يا سَديدَ البَأْسِ والأقْرانُ طُلْحُ

يا عَرِيضَ الْجاهِ يا حامِي الحِمَى ... يا مَلاذَ الكونِ إن لم يُغْنِ كَدْحُ

يا جَمِيمَ الفضلِ والسَّيفُ له ... بفَدادِينِ الطُّلاَ حَصْدٌ ومَسْحُ

خُذْ حَدِيثِي واسْتَمِعْ قَوْلِي فما ... كلُّ مَن قال قَرِيضاً فيه صُحُّ

هاك نَظْمَ الدُّرِّ من مَعْدِنِهِ ... رائقَ المعنَى له بالمَدْحِ مَدْحُ

واجْتَلِ الأبْكارَ في نُورِ الْوفَا ... واخْتَبِرها فهْي بالعِرْفانِ فُصْحُ

ضَمِن الدهرُ لها التَّخْلِيدَ في ... صَفَحاتِ الكَوْنِ والأيَّامُ فُسْحُ

وهْي كالجُرْدِ السَّلاهِيبِ لها ... بمجَالِ الشُّكْرِ في عَلْياك مَرْحُ

حاصَرتْ ما شاد فَتْحٌ قبلَها ... وتلَتْ نَصْرٌ مِن اللهِ وفَتْحُ

أحْرَزَ السَّبْقَ ولكن فُتُّهُ ... بك يا ابنَ الطُّهْرِ والآياتُ وُضْحُ

لا يرُوقُ المَدْحُ إلاَّ في الأُلَى ... لهمُ الأنْسابُ كالأحْسابِ رُجْحُ

أين مَن جَدَّاهُ طه المُصْطَفى ... وعَلِيُّ المُرْتضَى مِمَّن يُزَحُّ

بَرزَ القالُ لها من مَنْطِقِي ... لك بالإيرادِ والإسْعادِ سُنْحُ

وأنا منك أيا خَيْرَ الورَى ... لم يكُنْ صَوْنِي كما قيل أبَحُّ

ولقد أغْنَيتْنِي عن مَطْلَبِي ... منك بَدْءاً ونَظِيرِي لا يُلِحُّ

لو درَى النَّحَّاسُ أنِّي بعدَه ... أصْنَعُ الإبْرِيزَ لم يَمْسَسْه قَرْحُ

أشكُر الأيامَ قد رَوَّيْتنِي ... وينَابِيعِي بأفْضالِك طُفْحُ

لا أرَى الغُرْبَة ألْوَتْ سَاعِدي ... ولِبَاعِي بنَداك الجَمِّ سَبْحُ

طَالِعِي بالسَّعْدِ وَضَّاحُ الحِجَى ... بك في بُرْجِ الْهَنا والرَّجْوُ ضِحُّ

ولقد بلَّغْتَنِي كُلَّ المُنَى ... بأحاديثَ لها في النفسِ سَرْحُ

نِعمةٌ منك علينا لم تَزَلْ ... يقْتفِي آثارَها فَوْزٌ ورِبْحُ

دُمْتَ يا شمسَ الهُدَى ما ابْتسَمتْ ... بك أفْواهُ الدجى وافْتَرَّ صُبْحُ

ما هَمتْ عَيْنُ الغَوادِي وبَدَا ... بك في وَجْهِ الزمانِ الغَضِّ رَشْحُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015