جُودِي عليه في المَنامِ بزَوْرةٍ ... إن لم تجُودِي يَقْظةً بوِصالِكِ

هيهات يغْشَى النومُ جَفْنَ مُتيَّمٍ ... عُقِدتْ عُرَى آمالهِ بحِبالِكِ

ما زال ذِكْرُك دائراً في بَالِهِ ... أتُراه يخْطِر ذِكْرُه في بَالِكِ

اللهُ حَسْبُكِ كم تصُول بمُهْجتِي ... جَفْناكِ بالعَضْبِ الجُرازِ الفاتِكِ

وتهُزُّ قامتُك القَويمةُ ذَابِلاً ... يسْطُو بطَعْنٍ في الْحَشَا مُتدارِكِ

أو ما قنِعْتِ وبعضُ ما بي مُقْنِعٌ ... بِنَحِيلِ جسمِي والفؤادِ الهالِكِ

يا رَبَّةَ الخِدْرِ التي تَهْفُو له ... في الحبِّ أفئدةٌ تنالُ منالَكِ

هَلاَّ رحْمتِ وليس عندك رَحْمةٌ ... صَرْعَى هواكِ بنَظْرةٍ لجمالِكِ

مالي ومالك كلَّما جذَب الهوى ... قلبي إليك صَدَدْتِ يا ابْنةَ مالِكِ

حتَّى مَ أمْلِكُ كَتْمَ حبِّك في الحشَا ... وهُمولُ دمعي ليس بالمُتمالِكِ

وإلى مَ ألهجُ بالعُذَيْبِ وبَارِقٍ ... وأغُضُّ طَرْفِي عند ذِكْرِ دِيارِكِ

أنتِ المُرادُ برَغْمِ كلِّ مُعارِضٍ ... قَولاً صحيحاً لستُ فيه بآفِكِ

قسَماً بمَنْظرِك الجميلِ وطَرْفِك الْ ... غَنِجِ الكَحِيلِ وسَلسَبِيلِ رُضابِكِ

وبَوَرْدِ وَجْنتِك النَّضيرِ وبدرِ طَلْ ... عتِك المُنِيرِ بلَيْلِ فَرْعٍ حَالِكِ

وبِدُرِّ مَبْسَمِكِ النَّظيمِ وكَشْحِكِ التَّ ... رِفِ الهَضِيمِ ومُسْتقيمِ قَوامِكِ

وبذِمَّةِ العهدِ القديمِ وحُرْمةِ الْ ... وَدِّ المُقيمِ بقلبِيَ المُغْرَى بِكِ

إني على عهدِ الغرامِ وشاهِدي ... ما تشْهديِنَ من السَّقامِ النَّاهِكِ

قلبي بِحفظِ الوُدِّ قد عَوَّدْتُه ... فلِمَا تقرَّر فيه ليس بتارِكِ

وله في الغزل:

آهِ يا عبدَ الهوى ما أحْمَلَكْ ... هكذا يحكُم فاصْبِرْ مَن مَلَكْ

وَيْكَ يا قلبُ تكلَّفْ جَلَداً ... رُبَّ قلبٍ رَقَّ عِشْقاً فهَلَكْ

كيف لي فيك ومَن ينْفعُنِي ... آهِ لا بل فِيَّ قُلْ لي كيف لَكْ

يا فؤادي لك عقلٌ عَاذِرٌ ... كنت صعباً والهوى قد ذَلَّلَكْ

هَبْكَ في الدهرِ أرِيباً حازِماً ... أنا أدْرِي بالدَّهَا مَن خَتَلَكْ

إنَّما غَرَّتْك أحْداقُ المَهَا ... نصرَ اللهُ بها مَن خَذَلَكْ

يا عَذُولِي العشقُ داءٌ مُعْضِلٌ ... بالذي عافاكَ خَفِّفْ عَذَلَكْ

الهوى رُشْدِي فدَعْ نُصْحَك لي ... فلقد أضْللْتَ فيه سُبُلَكْ

لم تزلْ منذ زمانٍ جاهداً ... هل رأيتَ السمعَ يوماً قَبِلَكْ

يا شقيقَ البدرِ يا تِرْبَ الْمَهَا ... مَن كَساك النُّورَ أو مَن كَحَّلَكْ

إن يكُنْ يُشْبِهُك البدرُ سَناً ... فعلى مثلِك ما دار الفَلَكْ

مَن بأشْراكِك قَسْراً صادَنِي ... أنتَ فاعْذِرْ عارِفاً ما سألَكْ

إن تقُلْ إنِّي مَلِيكٌ في الهوى ... جارَ في الحُكْمِ أقُلْ أنَّي مَلَكْ

قلتُ دَبِّرْنِي فإنِّي هالِكٌ ... قال من دَبَّر عَبْداً ما مَلَكْ

وَيْحَ مَن كُلُّ مُناه وَصْلُه ... أيُّ وَادٍ في الأماني قد سَلَكْ

أخذَ الرُّوحَ ووَلَّى بَرِماً ... أخْذُ رُوحِي لم يُهوِّنْ مَلَلَكْ

يا أخا الصَّهْباءِ في رِقَّتِه ... مَن على قَسْوةِ صَلْدٍ جَبَلَكْ

كان لي قلبٌ فأفْناه الجوَى ... أعْظَمَ اللهُ لِيَ الأجْرَ ولَكْ

وله:

لولا مُحَيَّاكَ الجميلُ المَصُونْ ... ما كنتُ أُجْرِي من عيوني عُيُونْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015