أقول هو المَوْلَى المُطاعُ مُمَنِّياً ... لنفسِي بأني عند رُتْبةِ عَبْدِهِ
ووِرْدُ اللَّمَى المَعْسولِ عَزَّ وطالَما ... حَلاَ بفِمي طعماً تَخيُّلُ وِرْدِهِ
وإن كنتُ في روضٍ تحَاشيْتُ أن أرى ... جَنَى وَرْدِهِ للإحْترامِ لخَدِّهِ
وإن مال غُصْنٌ فيه أغْضَيْتُ هَيْبةً ... كفِعْلِي إذا ما ماس مائسُ قَدِّهِ
وأقْطَعُ أن الروضَ إذْ كان فيه ما ... يُشهابِهُه يسْمو بطالِعِ سَعْدِهِ
وذُلُّ الهوى عِزُّ الكريمِ وإن غَدَا ... مَلِيكاً جليلَ القدرِ ما بين جُنْدِهِ
هو الحبُّ إن رُمْتَ المَخاضَ ببَحْرِه ... وإلاَّ دَعِ التَّيَّارَ واقْنَعْ بثَمْدِهِ
وله معارضا:
قُلْ للْمَلِيحة في الخِمارِ الأسْودِ
قُلْ للمليحةِ في القِناعِ العُصْفُرِي ... يا شمسُ ها شَفَقُ الشروقِ فأسْفِرِي
ولكِ الأمانُ من اللِّحاظِ إذا ارْتَمَتْ ... إن الشُّعاعَ يصُدُّ طَرْفَ المُبْصِرِ
أوَما اكْتفيِت بوَرْدِ خدِّك رَوْضةً ... عن رَوْضِ وَرْدِيِّ اللِّباسِ المُزْهِرِ
هذا القِناعُ سَما بفَرْقِك مَفْخَراً ... عن مِغْفَرٍ قد ضَمَّ هَامَةَ قَيْصَرِ
وخَطرْتِ في مَوْشيَّةٍ ذهَبِيَّةٍ ... قد جانسَتْكِ بلَوْنِها في المَنْظَرِ
وبديعُ حُسنِكِ قد تناسَب عندما ... راعَى نَظِيراً في المُحَيَّا الأنْضَرِ
أرأيتِ حين خطَرْتِ في رَمْلِ الحِمَى ... ما بين بَانِ لِوَى الكَثِيبِ الأعْفَرِ
فتأوَّدتْ أغْصانُه وتستَّرتْ ... بالأيْكِ من خَجَلٍ ولاتَ تسَتُّرِ
كم أصْيَدٍ ملكَتْ يميِنُك رِقَّهُ ... فأتى إليك بذِلَّة المُسْتأْسِرِ
مافي الحِمَى إلاّ مَوالِي طاعةٍ ... فتملَّكِي أو دَبِّرِي أو حَرِّرِي
وله:
جادتْ غَوادِي المُزْنِ رَبْوةَ لَعْلَعِ ... بهَواطلٍ تهْمِي بذاك المَرْبَعِ
واخْضَرَّ رَوْضُ جَنابِها وتأرَّجتْ ... حُلَلُ النَُّّسِيمِ بنَشْرِه المُتضوِّعِ
يا طِيبَ أوقاتٍ مضتْ بربُوعِها ... والشَّمْلُ مُلْتئِمٌ بها لم يُصْدَعِ
حيثُ الزمانُ مُسالِمٌ ما راعَنا ... بِبعادِ خِلٍ أو فِراقِ مُوَدِّعِ
وصُروفُه في غَفْلةٍ وصَفاةُ طِي ... بِ وِصالِنا بخُطوبِه لم تُقرَعِ
يا سادةً بسِوَى عُقودِ عُلاهمُ ... ما نُظِّمتْ دُرَرُ الفَخارِ بمَجْمَعِ
وبغيرِ أُفْقِ مديحهِم ما أشْرقَتْ ... شمسُ البلاغةِ بالسَّنَا المُتقشِّعِ
إني لأعْجَزُ أن أَبُثَّكمُ من الْ ... أشواقِ ما ضُمَّتْ عليه أضْلُعِي
قلبي من الصبرِ الجميلِ لبُعْدِكمْ ... أضْحَى خَلاءً كالديارِ البَلْقَعِ
حَلَّ السُّهادُ بجَفْنِ عَيْني قاطِناً ... مُذْ سار عنه ظُعْنُ نَوْمِي المُزْمِعِ
ولقد رَقمْتُ سطورَ طِرْسِ رسالتي ... وتكاد تمْحوها هَوامِي الأدْمُعِ
وبعثْتُها لتفوزَ في تقْبيلِها ... أقْدامَكم بذَرَى المَحَلِّ الأرْفَعِ
في طيِّها نَشْرُ الثَّناءِ يحُفُّه ... إهْداءُ مِسْكِيِّ السَّلامِ الأضْوَعِ
وَافتْ تُهنِّيكم بُلوغَ مُناكمُ ... بزيارةِ الدَّاعِي الشفيعِ إذا دَعَا
وبما حَوَيْتُم من جَزِيلِ الأجْرِ إذْ ... شمِلْتكمُ بركاتُ ذاك المَضْجَعِ
دام الهناءُ لكم ودام لنا الهَنَا ... بكمُ ودُمْتمْ في النَّعيِمِ المُمْرِعِ
وله من قصيدة، أولها:
رِقِّي لِصَبِّكِ يا سعادُ ودارِكِي ... وَلْهانَ يندُب رسمَ دَارِسِ دَارِكِ