مَيَّالةُ العِطْفِ لغيرِ عاشقٍ ... مَلُولةُ الإلْفِ لغيرِ الصَّدِّ

رَيَّانةُ الجسمِ يظَلُّ شارِقاً ... دُمْلُجُها مِنها بماءِ الزَّنْدِ

لها مُحَيّاً كالصباحِ أبْلَجٌ ... من فوقهِ ليلٌ أثِيثٌ جَعْدُ

وناظرٌ أجْرَى دموعَ ناظرِي ... وَقْفاً على عامِلِ ذاك القَدِّ

وحاجبٌ حجب عن جَفْنِي الكَرى ... كأنه مُوَكَّلٌ بالسَّرْدِ

شكَوْتُ ما ألْقَى لِقاسِي قَدِّها ... هيهْات هل تعْطِف من صَلْدِ

يا قلْبَها إن كنتَ صخراً إنني ال ... خَنْساءُ فارْحَمْ لَوْعتِي وسُهْدِي

وقوله من قصيدة نبوية، مطلعها:

مَن لصَبٍ في الحبِّ أفْنَى زمانَهْ ... وهو إلْفُ اسْتكانةٍ وزَمانَهْ

قد بَراهُ الهوى فصار خيالاً ... لو أتَى عائدٌ لضَلَّ مكانَهْ

لَذّ ذُلُّ الهوى وهو حُرٌّ ... فهْو يهوَى الهَوى ويهْوَى هَوانَهْ

كلَّما هبَّتِ الصَّبا هام شوقاً ... لزَرُودٍ وهيَّجَتْ أشْجانَهْ

يا رعَى اللهُ عصرَ أُنْسٍ تقضَّى ... بربُاها وما قضَيْتُ لُبانَهْ

وسقَى صَيِّبُ الغمامِ ثَراها ... لا دموعِي ودِيمَةٌ هَتَّانَهْ

أنا أخْشَى من دمعِ عيني عليها ... قد رأيتمُ يوم النَّوَى طُوفانَهْ

يا خليلِي إذا أتيْتَ إليها ... وتراءَتْ تلك القِبابُ المُصانَهْ

قِفْ بها ساعةً وسَلْ عن فؤادي ... سَاكِنِيها لعل تعرِفُ شَانَهْ

أخذُوه يومَ الوَداعِ الأُحَيْبا ... بُ كأنَّ الفؤادَ عندي أمانَهْ

تركُوني جسماً ولا قلبَ فيه ... ما حَياتي واللهِ إلاَّ مَجانَهْ

يا عَذ ُولِي إليك عنِّي فلا قلْ ... ب أَراه فأرْتجِي سُلْوانَهْ

أجنُونٌ أصاب عاذِليَ الغِمْ ... رَ وإلاَّ مثلي أضاع جَنانَهْ

ما درَى أن عَذْلَه يُضْرِمَ الوَجْ ... دَ أجَلْ لو درَى لألْوَى عِنانَهْ

أتُراه من بعد أن شِبْتُ في الْحُبِّ ... وأصبحتُ في الهوى تُرْجُمانَهْ

ينتهي في صَرْف قلبي الأما ... ني فالأماني بُروقُها خَ، انَهْ

كيف صَرْفُ الفؤاد قُلْ لي وهذا ... حُسْنُ ليلَى عَمَّ الوجودَ فزَانَهْ

لو رآها رأى الذي يبْهر العقْ ... لَ وينْسَى الرَّائِي به أحْزانَهْ

إنّ داعِي جمالِها قام يدعو ... مُوضِحاً للصِّبابها بُرْهانَهْ

جَلَّ مَن صاغَها طريقاً إلى الرُّشْ ... دِ وأُنْمُوذَجاً يُرينا جِنانَهْ

نُزْهةٌ للعيون ننْظُرُ فيها ... قمراً مُشرِقاً على خُوطِ بَانَهْ

وجَبِيناً يحْكِي الهلالَ وفَرْعاً ... مثلَ لَيْلِي إذا انثنَتْ غَضْبانَهْ

وعيوناً لا شكَّ عندي هي الدُّن ... يا أراها قَتَّالةً فَتَّانَهْ

وثَنايَا كأنَّهُنَّ الَّلآلِي ... ورُضاباً أظنُّه خمْرَ حَانَهْ

طالما أخمدَتْ به وَهَجَ القلْ ... بِ المُعَنَّى وأطْفأتْ نِيرانَهْ

وأتتْني من غيرِ سابقِ وَعْدٍ ... تتهادَى كأنَّها نَشْوانَهْ

فامْتزجْنا من العِناقِ وبِتْنَا ... في سرابيلِ عِفَّةٍ وصِيانَهْ

نتَعاطَى من الحديثِ كؤُوساً ... هيَ أشْهَى من أكْؤُسٍ مَلآنَهْ

ثم قالتْ خُذْ في مَدائِحِ طه ... عَيْنِ هذا الوجودِ بل إنْسانَهْ

وله من موشح مستبدع، مستهله:

حتَّى متَى هذا الرَّشا الأكْحَلْ ... بَاهِي الجَبِينْ

غيري يَفِي وها أنا أُهْمَلْ ... الله يُعِينْ

ما حِيلتِي قد زاد بي البَلْبَالْ

ومُهْجتِي تقطَّعتْ أوْصالْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015