وعَبْرتِي كالعارِضَ الهَطالْ

قد شَتَّتا نَوْمِ وقد أبْطلْ ... حَوْلِي المتينْ

مَن مُنصِفِي منه وما أعملْ ... يا مسلمينْ

هَويتُه حلوَ اللَّمَى أرْعَنْ

شَتِيتُه كاللؤلُؤِ المُثْمَنْ

فليْته يُبيحُنِي مِن أنْ

وَاحَسْرتَا إن كُنتُ لا أحْملْ ... مَن ذَا المُعينْ

وينْطفي في القلبِ ما أشْعَلْ ... وَجْدِي سِنِينْ

أصْمَى الْحَشا بطَرْفِه النَّبَّالْ

وأدْهشَا لُبِّي وعقلي زالْ

ولو يَشا ما صِرتُ في ذا الحالْ

تفَّتتا قلبي بما حَمَلْ ... أنتَ الضَّمِينْ

يا مُتْلفِي ظُلْماً وقد أجْمَلْ ... حَلَّ اليمِينْ

ما بَراحٌ عن حُبِّه كَلاَّ

ولا سَراحٌ عن عِشْقِه أصْلاَ

إلاَّ امْتداحُ خير الورَى أصْلاَ

من قد أتَى من ربِّنا مُرْسَلْ ... للعالَمينْ

المُقْتفِي والسيِّدُ الأكْمَلْ ... طه الأمينْ

وله من آخر:

يا مَن لقتْلِي ظُلْماً أحَلاَّ ... والقلبَ حَلاَّ

مَن لدمِ المسلمِ اسْتحلاَّ ... ما قَطُّ حَلاَّ

جَفاك طَعْمَ المَنونِ حَلاَّ ... والصبرَ حَلاَّ

لم يحْكِكَ الظَّبْيُ لو تجلَّى ... فأنتَ أحْلَى

يا مُنْيةَ القلبِ كم تدورُ

على هَلاكِي وكن تجورُ

هذا من الدَّلِّ أم غرورُ

جرَّدْتَ من مُقْلتيْكَ نَصْلاَ ... ورُشْتَ نَبْلاَ

أثْخَنْتَ لمَّا أمِنْتَ عَقْلاَ ... نَهْباً وقَتْلاَ

اللهَ في عاشقٍ غريبِ ... مُضْنىً كئيبِ

أضْحَى من النَّوْحِ والنَّحيبِ ... كعَنْدَلِيبِ

فارجِعْ إلى اللهِ من قريبِ ... وكُنْ مُجيبي

وامْنَح المُسْتهامَ وَصْلاَ ... فالقلبُ يَصْلَى

حُمِّلْتُ ما لا يُطاقُ أصْلاَ ... عَقْلاً ونَقْلاَ

يا كاملَ الْحُسْنِ والجمالِ

يا بارعَ الغَنْجِ والدَّلالِ

يا فاضحَ الغُصْنِ والغزالِ

أنت من النَّيِّريْن أعْلَى ... سَناً وأغْلَى

وجْهُك للبدرِ لو تجلَّى ... به تَمَلَّى

أضعْتَ عُمْرَ الشَّجِيِّ قَصْدَا ... هَجْراً وصَدَّا

لم تَرْعَ لي يا مَلُولُ وُدَّا ... وخُنْتَ عَهْدَا

وسِرْتَ تسْطُو عليَّ عَمْداً ... لم تَخْشَ حَدَّا

حَلَفتَ من قبل ذاك أنْ لاَ ... تُسِيءَ فِعْلاَ

نَسِيتَ لي ذِمَّةً وإلاَّ ... فاعْطِفْ وإلاَّ

أخوه محمد هو لروضه شقيق، ومثله بالمدح حقيق.

مشحوذ سنان البيان، مصقول أطراف البنان.

وأنا وإن لم أتمل برؤية جماله، فقد استمليت طرفاً من خبر فضله وكماله.

وقد أهدى إلي تحفاً من أشعاره الغضة، فأخذت من راحها بالمصة ومن تفاحها بالعضة.

فمما جردته منها قوله:

باللهِ يا ريحُ هُزِّي غُصْنَ قامتِه ... وحاذِرِي العارِضَ النَّمَّامَ في السَّحَرِ

وشَوِّشِي رَوْضَ خَدَّيْه على عَجَلٍ ... ثم انْتَحِي نحو ذاك المَبْسَمِ العَطِرِ

وضَمِّخِي الكونَ من رَيَّاه وانْتهِزِي ... لي فُرْصةً بين ذاك الوِرْدِ والصَّدَرِ

وعانقِي قَدَّه الزَّاهِي فمما لِشَجٍ ... إلاَّكِ شافيةٌ قد جاء في الخَبَرِ

وحدِّثيه بأنِّي في هَواه لَقىً ... قد حالفتْنِي يدُ الأسْقامِ والغِيَرِ

مُبَلْبَلُ البالِ أرْعَى النجمَ مُكْتئِباً ... نَحِيلَ جسمٍ صَرِيعَ الدَّالِّ والحَوَرِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015