تطاوَل للأحْرارِ حيث اسْترقَّهمْ ... بِفَكِّ عُناةٍ منهم عن يَدِ الأسْرِ
وصار له خَوْضُ الحروبِ سجِيَّةً ... ولم يكُ يسْطو في المعارِك بالبُتْرِ
رحيبٌ ذَاره أصبحت مُنْتدَى اللُّهَى ... وحَضْرتُه العَلْيا غدَتْ منتهى الفخرِ
حَرِي للورى أن يُفْرِشوه خُدودَهم ... يعُدُّونه زَهْواً من الشِّيَم الغُرِّ
له شاغلٌ بالبِيض عن أبْيَض الدُّمَى ... وبالسُّمْر يسْتغني عن الشُّدُنِ العُفْرِ
زَكَا خُلْقُه الَّزاهِي ورتبتُه اعْتلَتْ ... على أنْجُمِ الزَّهْرا بل الأنْجُمِ الزُّهْرِ
أزاح بمَاضِي الشَّفْرتيْن صفوفَهم ... كما حَكَّ سْطراً بعد ما حاك من سَطْرِ
وما قد أتى من صَيِّب النُّجْح عاجلاً ... مَخِيلةُ أن يزْداد من دِيَمٍ غُرِّ
وأنت الوزيرُ ابنُ الوزير أخو الندى ... وصدرُ الصدور الماجِدين ذوي القَدْرِ
أحاطتْ أياديك الكرامُ بحيثما ... يَضيقُ بما خَوَّلْتَ منطقةُ الشكرِ
رُواقُ المعالي في ذَراكَ مُطنِّبٌ ... بحيث غدَتْ أوتادُه مَرْقَبَ النَّسْرِ
بغزْوِك آضَ الشرعُ مُسْتوثِق العُرَى ... وأصبح حبلُ الدِّين مُستحْصِد الشَّزْرِ
ومن عَضْبِك البَتَّارِ ما برح العدى ... إذا أوْمَض البرقُ المُلِيحُ على ذُكْرِ
تركْتهمُ تحت السَّنابكِ في الوغى ... لَقَى بعد ما كانوا اعْتلَوا صَهْوة الكِبْرِ
ولاَذُوا حُصوناً قد ظفِرْتَ بفتْحها ... كما فزِع الطيرُ المَرُوعُ إلى الوَكْرِ
ومن يكُ يأوِي من جَنابِك مَلْجأً ... جَلا أوْجُهَ الآمال مُبتسِمَ البِشْرِ
أقلْنِي يُثبْك اللهُ ما قد تروُمُه ... وزادَك ما قد حُزْتَ من شرف القدرِ
أفاض لك النُّعْمَى وزادك بَسْطةً ... بما مَنَّ من نُجْحٍ عظيمٍ ومن نصرِ
وجازَى بما أعليْتَ من كلِماتِه ... فكنتَ مُقيلَ الدِّين والشرعِ من عَثْرِ
وإنِّي وأيْمُ اللهِ لم آلُ دَعوةً ... مُدِيمُ الثناءِ المَحْضِ في السرِّ والجهرِ
غدوتُ أخا عُرْىً وضُرٍ وفاقةٍ ... طَلِيحاً بأعْباءِ الخَصاصةِ والفقْرِ
وأضحى عدوِّي راثياً لي لأنني ... قويُّ الأسَى واهِي التجلُّد والصبرِ
وإني لِمَا بي من أسىً مُتجلِّدٌ ... ولكنَّ أحْزاني تنِمُّ عن سِرِّي
وإنِّي جديرٌ أن أُرَوَّي برَشْحةٍ ... أفَضْتَ بها من فيْضِ نائِلك الغَمْرِ
مُنايَ وسُؤْلِي أن أفوز بحِجَّةٍ ... وأسْرَحَ طَرْفِي بالحَجُونِ إلى الحِجْرِ
وفي في سماءِ الصدقِ صادقُ دعوةٍ ... عَلا في الدياجِي مثل مُنْبَلِج الفجرِ
أنِلْ وابْق واسلَمْ مُستماحاً ومَفْزَعاً ... لمُسْتنْجِدي الجَدْوَى ومُسترفِدي البِرِّ
ودُمْ ساحباً ذيلَ المكارم ساكباً ... سحابَ نوالٍ مُخْجِلٍ نائلَ البحرِ
سقى اللهُ مِن دَانِي الهيَادِبِ صَيِّبٍ ... حِماك الذي صارت مُناخاً لذي الفقرِ
وكتب إليه إبراهيم السؤالاتي، ملغزاً في ربيع، قوله، وقد أنشدنيه وجوابه من لفظه:
نكتةَ الدهرِ لَوْذَعِيَّ الزمانِ ... عارفَ الوقتِ ألْمَعِي الأوانِ
بدرَ أُفْقِ الكمال شمسَ المعالي ... رُوحَ جسمِ الجمال والعرفانِ
والمُجَلِّي طِرْفَ الفضائل والبَذْ ... لِ سَبُوقاً في حَلْبة الميْدانِ
والمحلى جيد الفصاحة بالفك ... ر عقوداً من لؤلؤ وجمان