قُصَّادُها تَرْقَى على رُتَبِ العلى ... مهما تجُوب مَهامِهاً وأَكامَا

أصْبُو إلى تقْبيل هاتيك الثرى ... لأفُوز أن اسْتافَ ذاك رَغامَا

وإذا الحجيجُ توجَّهتْ نحو العُلَى ... أهْفُو إلى تلك الربوعِ غَرامَا

إن رُمْتَه نَيْلَ المُنَى مُسترفِداً ... خُذْ ما ترُوم فقد ظفِرتَ مَرامَا

فاطلُبْه ممَّن بالفضائل واللُّهَى ... لذَوِي الحِجَى والفضلِ صار إمامَا

مُفْتِي الورى ومُبِين أعلام الهدى ... أفْتَى الأنامَ وأوضحَ الأحْكامَا

ذو المجد إن أمْعَنْتَه ألْفَيْتَه ... وجدودَه الغُرَّ العظامَ كِرامَا

وبرأْيه المورُوثِ أعطَى راعياً ... للدولةِ العُظْمى به اسْتحْكامَا

أعْطَى بصائب فكرِه وبجُودِه ... لشَتِيت آمالِ العُفاةِ نِظامَا

وأزاح دَيْجورَ الحواديثِ بعد ما ... قد عَمَّ ساحاتِ الديارِ ظلامَا

وأراح مُذْ ساس الورَى فلأجْلِ ذا ... أضحت عيونُ الحادثاتِ نِيامَا

مَن فاز بِشْراً من أسِرَّة وجهِه ... بَرْقَ البشائرِ والتهَانِي شَامَا

ومَنِ اسْتضاءَ بنورِ غُرَّته اجْتلَى ... وجهَ السرورِ وقد أُمِيطَ لِثامَا

ولأجْل أن أغْلَى المعالِي قيمةً ... سوقُ المعالِي والمعارف قامَا

مَن كان مُنتمياً إلى أعْتابه ... أمسَى وأصبح للأنام إمامَا

أنت الذِي أعطيتَ جَدّاً ناعِشاً ... من يستغيثُك نال ما قد رامَا

آنافُ كلِّ مُخالفٍ أجْدَعْتها ... بشَبَا البراعةِ إذ سَللْتَ حُسامَا

وجوادُ فكرك فاق سَبَّاقَ النُّهَى ... خاض الطِّرادَ وما أثار قَتامَا

وسلكتَ في سُبُلِ المكارم مَسْلَكاً ... أعْيَى الوُلاةَ وأتعبَ الحُكَّامَا

من يتَّخِذْ مَثْوَى جنابِك قِبْلةً ... للناس أصبح أُسْوةً وإمامَا

سَبقتْ لِبابِك لي تَلِيدُ عُبودةٍ ... أنت الأحقُّ بأن تصون ذِمامَا

اللهَ أسألُ أن يُحلِّي دَائباً ... بوجودِك الأيامَ والأعوامَا

دُمْ في ذُرَا طَوْدِ السعادة والعلى ... تتسَنَّم الهضَباتِ والأعْلامَا

وأنشدني رائية خبية الفكر، والخريدة التي صانها الله صيانة البكر، وهي في مدح الوزير مصطفى، أخي الوزير الفاضل.

ومطلعهاك

دِراكُ المعالي بالمُهنَّدةِ البُتْرِ ... وَنيْلُ الأماني بالمُثقَّفة السُّمْرِ

ومَن يهتْصرْ لَدْنَ القنا باعْتقالِها ... جنَى يانعاً من دَوْحةِ النُّجْحِ والنصرِ

وهل بعد أن الحتْفَ ضربةُ لازبٍ ... لمن ينْثنِي ذُعْراً عن الزحفِ من عُذْرِ

ولو لم يكن بالْهالِع النَّدْلِ سُبَّةٌ ... كفى فيه خُسْراً سوءُ مُنْقلَبِ الكَرِّ

وما لم تُرِقْ لم يُورِق النُّجْحَ ناضراً ... نَجِيعُ الأعادي كالمُلِثِّ من القطْرِ

ومن يعْتنِقْ هِيفَ القَنا يسْلُ مُعرضاً ... عن الخَفِراتِ البِيض ناحِلةِ الخَصْرِ

ويسْتنتج الحَوْماتِ والبأْسِ من يكُن ... أبا عُذْر ما قد خاض من فتْنةٍ بِكْرِ

ومَن لم يخُضْ لُجَّ المَعارِك لم يكَدْ ... يفُوز بِعقْد النَّحْرِ من لُؤلؤٍ نَثْرِ

فها هو ذا الصدرُ الكريم الذي غدا ... عديمَ المُدانِي غيرَ مُشتَرك النّجْرِ

سَمِيُّ النبيِّ المصطفى الناشرُ اللُّهَى ... غزيرُ الندى شمسُ العلي الواسعُ البِرِّ

مُعزُّ أساسِ الدين مُحيِي رسُومهِ ... مُذِلُّ رقابِ المعتدين ذوِي الكفرِ

وناظمُ شمْل الدين للمال ناشرٌ ... يفوق الورَى في ذلك النظم والنثرِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015