من كلّ ثنية، ويواصلهم بكل أمنية، فسكر أحد الحاضرين سكراً مثّل له ميدان الحرب، وسهّل عليه مستوعر الطعن والضرب، فقلب مجلس الأنس حرباً وقتالاً، وطلب الطعن وحده والنزالا (?) ، فقال ذو الرياستين:

نفس الذليل تعزّ بالجريال ... فيقاتل الأقران دون قتال

كم من جبان ذي افتخار باطلٍ ... بالراح (?) تحسبه من الأبطال

[كبش النديّ تخمّطاً وعرامةً ... وإذا تشبّ الحرب شاة نزال] (?) [14 - ترجمة ابن طاهر]

وقال في ترجمة ابن طاهر، ما صورته (?) : وجئته يوماً وقد وقفت بباب الحنش، فقال لي: من أين؟ فأعلمته، ووصفت له ما عاينته من حسنه وتأمّلته، فقال لي: كنت أخرج إليه في أكثر الليالي مع الوزير الأجلّ أبي بكر؟ يعين ابن عبد العزيز؟ إلى روضته التي ودّت الشمس أني يكون منها طلوعها، وتمنى المسك أن تنضم عليه ضوعها، والزمان غلام، والعيش أحلامن والدنيا تحية وسلام، والناس قد انتشروا في جوانبه، وقعدوا على مذانبه، وفي ساقيته الكبرى دولاب يئنّ كناقة إثر حوار، أو كثكلى من حرّ الأوار، وكل مغرم يجعل فيه ارتياحه، بكرته ورواحه، ويغازل عليه حبيبه، ويصرف إليه تشبيبه، فخرجت عليه ليلة والمتنبي الجزيري (?) واقف وأمامه ظبي آنس، تهيم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015