مرينا نداك الغمر فانهلّ صيّباً ... كما سكبت وطفاء أو سكب البحر (?)
وجاء الربيع الطّلق يبدي غضارة ... فحيّتك منه الشمس والروض والنهر إلى أن قال (?) : ثم وجّه إلى روضة قد أرجت نفحاتها، وتدبجت ساحاتها، وتفتّحت كمائمها، وأفصحت حمائمها (?) ، وجردت جداولها كالبواتر، ورمقت أزهارها كالعيون الفواتر (?) ، وأقاموا يعملون أكواسهم (?) ، ويشتملون إيناسهم، فقال ذو الرياستين (?) :
وروضٍ كساه الطّلّ وشياً مجدّدا ... فأضحى مقيماً للنفوس ومقعدا
إذا صافحته الريح خلت غصونه ... رواقص في خضر من القضب (?) ميّدا
إذا ما انسكاب الماء عايننت خلته ... وقد كسرته راحة الريح مبردا
وإن سكنت عنه حسبت صفاءه ... حساماً صقيلاً صافي المتن جرّدا
وغنّت به ورق الحمائم بيننا ... غناءً ينسّيك الغريض ومعبدا
فلا تجفونّ الدّهر ما دام مسعداً ... ومدّ إلى ما قد حباك به يدا
وخذها مداماً من غزال كأنّه ... إذا ما سقى بدرٌ تحمّل فرقدا إلى أن قال (?) : وأخبرني الوزير [أبو عامر] (?) ابن سنون، أنّه كان معه في منية العيون، في يوم مطرّز الأديم، ومجلس معزز النديم، والأنس يغازلهم