به المكانس، وفي أذنيه قرطان، كأنّهما كوكبان، وهو يتأوّد تأوّد غصن البان، والمتنبي يقول:
معشر النّاس بباب الحنش ... بدر تمّ طالع في غبش
علّق القرط على مسمعه ... من عليه آفة العين خشي فلمّا رآني أمسك، وسبّح كأنّه قد تنسك.
[15 - من ترجمة ابن عمّار]
وقال في ترجمة ابن عمار، ما صورته (?) : وتنزه بالدمشق بقرطبة، وهو قصر شيّده بنو أميّة بالصّفّاح والعمد، وجروا في إتقانه إلى غير أمد، وأبدع بناؤه، ونمقت ساحته وفناؤه، واتخذوه ميدان مراحهم، ومضماراً لانشراحهم، وحكوا به قصرهم بالمشرق، وأطلعوه كالكوكب الثاقب المشرق، فحلّه أبو بكر ابن عمّار على أثر بوسه، وابتسم له دهره بعد عبوسه، والدنيا قد أعطت عفوها، وسقته صفوها، وبات فيه مع لمّةٍ من أتباعه، ومتفيئ رباعه، وكلهم يحييه بكاس، ويفديه بنفسه من كل باس، فطابت له ليلته في مشيده، وأطربه الأنس ببسيطه ونشيده، فقال:
كلّ قصرٍ بعد الدمشق يذمّ ... فيه طاب الجنى وفاح المشمّ
منظرٌ رائقٌ، وماءٌ نميرٌ ... وثرىً عاطرٌ، وقصرٌ أشمّ
بتّ فيه الليل والفجر عندي ... عنبرٌ أشهبٌ ومسكٌ أحمّ وعبّر صاحب البدائع عن هذه القصة بقوله (?) : تنزه ابن عمار بالدمشق بقرطبة، وهو قصر شيّده خلفاء بني أميّة وزخرفوه، ودفعوا صرف الدهر