ولا يفتر صلاة عليك له لسان ولا يجف ريق.
كتبته يا رسول الله وقد رحل المجدون وأقمت، واستقام المستعدون وما استقمت، وبيني وبين لثم ثراك النبوي، ولمح سناك المحمدي، مفاوز لا يفوز بقطعها إلا من طهر دنس ثوبه، بماء توبه، وستر وصم عيبه، بظهر غيبه، فكلّما رمت المتاب رددت، وكلّما يممت الباب صددت، وقد أمرنا الله تعالى بالمجيء إليك، والوفادة عليك، ومن لي بذلك يا رسول الله والآثام تنئي وتبعد، والأيام لا تدني ولا تسعد، وبين جنبي أشواق لا يزال يهزني منها المقيم المقعد، ولئن كنت ممّن خلّفته عيوبه، وأوبقته ذنوبه، ولم يرض للوفادة وهو مدنس، على ذلك المقام وهو المطهر المقدس، فعندي من صدق محبتك، وحبّ صحبتك، والاعتلاق بذمتك، ما يقدمني وإن كنت مبطئاً، ويقربني وإن كنت مخطئاً.
" فاشفع لي يا رسول الله في زيارتك فهي أفضل المنى، وتوسل لي إلى مولىً بيّن فضيلتك، وتقبّل وسيلتك، في النقلة من هناك إلى هنا، واقبلني وإن كنت زائفاً، وأقبل عليّ وإن أصبحت إلى الإثم متجانفاً، فأنت عماد أمتك جميعاً وأشتاتاً، وشفيعهم أحياء وأمواتاً. ومن نأت به الدار، وقعدت بعزمه الأقدار، ثم زار خطّه ولفظه، فقد عظم نصيبه من الخير وحظّه، وإن لم أكن سابقاً فعسى أن أكون مصلّياً، وإن لم أعدّ مقبلاً فلعلي أعد مولياً، ووحقك وهو الحق الأكيد، والقسم الذي يبلغ به المقسم ما يريد، ما وخدت إليك ركاب، إلا وللقلب إثرها التهاب، وللدمع بعدها سحّ وانسكاب، ويا ليتني ممّن يزورك معها ولو على الوجننتين، ويحييك بين ركبها ولو على المقلتين، وما الغنى دونك إلا بؤس وإقلال، ولا الدنيا وإن طالت إلا سجون وأغلال، والله تعالى يمن على كتابي بالوصول والقبول، وعلي بلحاقي ببركتك ولو بعد طول.
ثم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته عليك يا سيد الخلق، وأقربهم من الحق، ولمولاه بإحراز قصب السّبق، ومن طهّر الله تعالى مثواه وقدّسه، وبناه على