التقوى والرضوان وأسسه، وآتاه من كل فضل نبوي أعلاه وأسناه وأنفسه، وعلى ضجيعيك السابقين لمهاجريك وأنصارك، الفائزين بصحبتك العلية وجوارك، وعلى أهل بيتك المطهرين أوائل وأواخر، الشهيرين مناقب ومفاخر، وصحابتك الذين عزروك ووقروك، وآووك ونصروك، وقدموك على الأنفس والأموال والأهل وآثروك، وأقرئك سلاماً تنال بركته من مضى من أمّتك وغبر، ويخص بفضل الله تعالى وجاهك من كتب وسطر، إن شاء الله تعالى.

كتبه عبدك المستمسك بعروتك الوثقى، اللائذ بحرمك الأمنع الأوقى، المتأخر جسماً المتقدم نطقاً، فلان، والسلام عليك يا رسول الله صلى الله عليه وسلّم تسليماً كثيراً ورحمة الله تعالى وبركاته ".

وله من خطبة طويلة: ونشهد أن محمداً عبد الله ورسوله الصوفة المجتبى، الكريم أمّاً طاهرة وأبا، المختار من الطيبين مباركاً طيبا، المصطفى نبيّاً إذ كان آدم بين الماء والطين متقلّبا، المتقدم بمقام تأخّر عنه مقام الملائكة المقربين، انتخبه الله وانتجبه، وأظهره على غيب عن غيره حجبه، وشرفه في الملإ الأعلى وأعلى رتبه، وخطّ اسمه على العرش سطراً وكتبه، فهو وسيلة النبيين، والمرشّح أوّلاً لإمامة المرسلين، بعثه ربّه لختم الرسالة، ونعته بنعت الشرف والجلالة، وأيده بالحجّة البالغة والدلالة، وجعله نوراً صادعاً لظلام الضلالة، وأثنى في ذكره الحكيم، على خلقه العظيم، فما عسى أن يبلغ بعد ثناء المثنين، بفضله التصريح وإليه الإشارة، وبه سبقت من إبراهيم الدعوة ومن عيسى البشارة، وعليه راقت من صفة الرؤوف الرحيم الحلية والشارة، وهو المخيّر بين الملك والعبودية فاختار العبودية بعد الاستخارة والاستشارة، فبتواضعه حل بمكان عند ذي العرش مكين أسرى به ربه إليه، ووفد أكرم وفادة عليه، وأدناه قاب قوسين لديه، ووضع إمامة الرسالة العظمى في يديه، وقال له " اصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين " الحجر: 94 فصدع بأمر الله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015