أساليب الشرع وقوانينه، وأن لا يتجاوز في قضية من القضايا إفصاحه وتبيينه، وأن يجازى بحكمه المسيئون والمحسنون، ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون.
ألا وإنّا قد عثرنا لبعض قوّاد الجهات وحكامها على أمور أنكرنا معرفاتها، واستقبحنا مستوصفاتها، وبرئنا إلى الله ته من متغيراتها ومحرفاتها، وعلمنا أن منهم أقواماً لا يتورّعون عن الأموال والدماء، ولا يحذرون فيما يأتون ويذرون جبّار الأرض والسماء، فأزلنا بحمد الله ذلك ونحوه، وعجلنا ابتغاء رضاه محقه ومحوه، وانبعثنا لنظر جديد، واستئناف لإصلاح أحوال وتسديد، وتغليظ في المحرمات وتشديد، واستقبلنا ما يسوسع الأمور ربطاً وضبطاً، ويفيض على الأمّة بعون الله تعالى عدلاً وقسطاً، وتعين علينا فيما رأيناه إنفاذ الخطاب إلى كل من استكفيناه بالبلاد، ووليناه النظر عنّا في مصالح العباد، بما يكون إن شاء الله تعالى الاعتماد على فصوله، والاستناد إلى محصوله، والاجتهاد بحسب فروعه وأصوله:
فأوّل ما نوصيكم به وأنفسنا تقوى الله في كل حال، ومراقبة أوامره ونواهيه عند كل انتحاء وانتحال، والوقوف عند حدود الله التي حدها، وأرصدها بإزاء موجباته وعدها، فإنّه لا يتعداها إلاّ من رام تعفّي رسمها وطمسه " ومن يتعدّ حدود الله فقد ظلم نفسه " الطلاق: 1 والمحافظة على ما به تحفظ الشريعة، والملاحظة لما يضم الرعايا من حوزة أولي الحياطة المنيعة، والمثابرة على ما تكف به أكف الاعتداء، والمبادرة إلى الاهتمام بالسلف الصالح والاقتداء، والطريقة المثلى، وآيات الله التي تتلى، وهداياته التي لأبصار البصائر تجلى، وخفض الجناح، والأخذ بالرفق والإنجاح، وتوخي الحق الذي هو أوضح انبلاجاً من فلق الإصباح، والحلم والأناة، والمذاهب المستحسنات، والأمور البيّنات.
والله الله في الدماء فإنّها أوّل ما يقضى بين الناس يوم القيامة فيها، ولا سبيل لاستحلالها إلا بعد ثلاث: كفر بعد إيمان، أو زنا بعد إحصان، أو قتل المسلم