من رحمة الله تعالى وعهاد، وبقايا السلف بالأرض التي فتحوا فيها هذا الوطن، وألقوا فيها العطن، فإلى أين يذهب حسن الظن بأديانكم، وصحّة إيمانكم، وتساوي إسراركم وإعلانكم

اللهمّ إنّا قد خرجنا لك فيهم عن العهدة المتحمّلة، وبلّغناهم نصيحتك المكملة، ووعدناهم مع الامتثال رحمتك المؤملة، فيسّرنا وإياهم لليسرى، وعرّفنا لطائفك التي خفي فيها المسرى، ولا تجعلنا ممّن صمّ عن النداء، وأصبح شماتة الأعداء، فما ذلّ من استنصر بجنابك، ولا ضل من استبصر بسنّتك وكتابك، ولا انقطع من توسّل بأسبابك، والله سبحانه يصل لكم عوائد الصنع الجميل، ويحملكم وإيانا من التوفيق على أوضح سبيل، ويصل سعدكم، ويحرس مجدكم، والسلام الكريم يخصكم ورحمة الله تعالى وبركاته. انتهى.

ومن ذلك قوله رحمه الله تعالى على لسان السلطان بعد كلام:

الله الله في الهمم فقد خمدت ريحها، والله الله في العقائد فقد خفيت مصابيحها، والله الله في الرجولية فقد فلّ حدّها، والله الله في الغيرة فقد تعسّر جدّها، والله الله في الدين فقد طمع الكفر في تحويله، والله الله في الحريم فقد مدّ إلى استرقاقه يد تأميله، والله الله في الملّة التي يريد إطفاء سناها، وقد كمل فضلها وتناهى، والله الله في الحريم، والله الله في الدين الكريم، والله الله في القرآن، والله الله في الجيران، والله الله في الطارف والتالد، والله الله في الوطن الذي توارثه الولد عن الوالد، اليوم تستأسد النفوس المهينة، اليوم يستنصر الصبر والسكينة، اليوم ترعى لهذه المساجد الكرام الّمم، اليوم يسلك سبيل العزم والحزم والشدّة والشّمم (?) ، اليوم يرجع إلى الله المصرّون، اليوم يفيق من نوم الغفلة المغترّون، قبل أن يتفاقم الهول، ويحق القول، ويسد الباب، ويحيق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015