العذاب، ويسترق الكفر الرقاب، فالنساء تقي بأنفسهن أولادهن الصغار، والطيور ترفرف لتحمي الأوكار، إذا أحست العيث (?) بأفراخها والإضرار، تمر الأيام عليكم مرّ السحاب، وذهاب اللّيالي لكم ذهاب، فلا خبر يفضي إلى العين، ولا حديث في الله تعالى يسمع بين اثنين، ولا كد إلا لزينة يحلّى بها نحر وجيد، ولا سعي إلا لمتاع لا يغني في الشدائد ولا يفيد، وبالأمس ندبتم إلى التماس رحمى مسخّر السحاب، واستقالة كاشف العذاب، وسؤال مرسل الديمة، ومحيي البشر والبهيمة، وقد أمسكت عليكم رحمة السماء، واغبرّت جوانبكم المخضرة احتياجاً إلى بلالة الماء " وفي السّماء رزقكم وما توعدون " الذاريات: 22 وإليها الأكف تمدون، وأبوابها بالدعاء تقصدون، فلم يصحر منكم عدد معتبر، ولا ظهر للإنابة ولا الصّدقة خبر، وتثوقل عن إعادة الرغبة إلى الولي الحميد، والغني الذي " إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد " إبراهيم: 19 وايم الله لو كان لهواً لارتقبت الساعات، وضاقت المتسعات، وتزاحمت على أنديته الجماعات.
أتعززاًعلى الله وهو القوي العزيز أتلبيساً على الله وهو الذي يميز الخبيث من الطيب والشّبه من الإبريز أمعاندة والنواصي في يديه أغروراً بالأمل والرجوع بعد إليه من يبدأ الخلق ثم يعيده من ينزل الرزق ويفيده من يرجع إليه في الملمات من يرجّى في الشدائد والأزمات من يوجد في المحيا والممات أفي الله شك يختلج القلوب أثمّ غير الله يدفع المكروه وييسّر المطلوب تفضلون على اللجإ إليه (?) عوائد الفضل، ونزه الجهل، وطائفة منكم قد برزت إلى استسقاء رحمته تمد إليه الأيدي والرقاب، وتستكشف بالخضوع لعظمته العقاب، وتستعجل إلى مواعيد إجابته الارتقاب، وكأنّكم عن كرمه