وفتّح بالسيف الممالك عنوةً ... ومدت له أملاكها كفّ مجتد

وكسّر تمثال الصليب وأخرست ... نواقيس كانت للضلال بمرصد

وطهّر محراباً وجدّد منبراً ... وأعلن ذكر الله في كلّ مسجد

ودانت له الأملاك شرقاً ومغرباً ... وكلهم ألقى له الملك باليد

وطبّق معمور البسيطة ذكره ... وسارت به الركبان في كل فدفد

وسافر عن دار الفناء ليجتلي ... بما قدّم اليوم السعادة في غد

وقام بأمر الله حقّ قيامه ... بعزمة لا وانٍ ولا متردّد

لئن سار للرحمن خير مودع ... وحلّ من الفردوس أشرف مقعد

فقد خلّف المولى الخليفة يوسفاً ... يعيد له غرّ المساعي ويبتدي

سبيلك في سبل المكارم يقتفي ... وهديك يا خير الأئمة يقتدي

محمد جلّى الخطب من بعد يوسف ... ويوسف جلّ الخطب بعد محمد

ولو وجد الناس الفداء مسوّغاً ... فداك ببذل النفس كلّ موحّد

ستبكيك أرض كنت غيث بلادها ... وتبكيك حتى الشهب في كلّ مشهد

وتبكي عليك السحب ملء جفونها ... بدمع يروّي غلّة المجدب الصّدي

وتلبس فيك النيرات ظلامها ... حداداً ويذكي النجم جفن مسهّد

وما هي إلا أعين قد تسهدت ... فكحّلها نجم الظلام بإثمد

فلا زلت في ظلّ النعيم مخلّداً ... ونجلك يحيا بالبقاء المخلّد

وأوردك الرحمن حوض نبيّه ... وأصدر من خلّفت عن خير مورد

عليك سلام مثل حمدك عاطرٌ ... يفض ختام المسك عن تربك الندي

وصلى على المختار من آل هاشمٍ ... صلاةً بها نرجو الشفاعة في غد وقال يستعطف الوالد السلطان أبا الحجاج (?) :

طور بواسطة نورين ميديا © 2015