وأنشد على لحده المقدّس رحمه الله تعالى (?) :
ضريح أمير المسلمين محمّد ... يخصك ربي بالسلام المردّد
وحيّتك (?) من روح الإله تحيّة ... مع الملإ الأعلى تروح وتغتدي
وشقّت جيوب الزهر فيك كمائم ... يرف بها الريحان عن خضلٍ ندي
وصابت من الرحمى عليك غمائم ... تروّي ثرى هذا الضريح المنجّد
وزارتك من حور الجنان أوانس ... نواعم في كلّ النعيم المخلّد
وجاءتك بالبشرى ملائكة الرضى ... كما جاء في الذكر الحكيم الممجّد
وصافح منك الروض أطيب تربة ... وعاهد منك المزن أكرم معهد
رضى الله والصفح الجميل وعفوه ... يوالي على ذاك الصفيح المنضّد
ويا صدفاً قد فاز من جوهر العلا ... بكلّ (?) نفيس بالنفاسة مفرد
أعندك أنّ العلم والحلم والحجى ... وزهر الحلى قد أدرجت طيّ ملحد
وهل أنت إلاّ هالة القمر الذي ... بنور هداه الشهب تهدي وتهتدي
ويا عجباً من ذلك الترب كيف لا ... يفيض ببحر للسماحة مزبد
لقد ضاقت الأكوان وهي رحيبة ... بما حزت من فخر عظيم وسودد
قدمت على الرحمن أكرم مقدم ... وزوّدت من رحماه خير مزوّد
أقام بك المولى الإمام محمّد ... مؤمّل فوز بالشّفيع محمّد
فجاء كما ترضى وترضى به العلا ... وأنجز للآمال أكرم موعد
ومد ظلال العدل في كل وجهة ... وكف أكفّ البغي من كلّ معتد
وقام بمفروض الجهاد عن الورى ... وعوّد دين الله خير معوّد
قضى بعدما قضّى الخلافة حقّها ... وعامل وجه الله في كلّ مقصد