أو أشقر سال النّضار بعطفه ... وكساه صبغة بهجة لا تنصل
أو أحمر كالجمر أضمر بأسه ... بالركض في يوم الحفيظة يشعل
كالخمر أترع كأسها لندامها ... وبها حبابة غرّة تتسيّل
أو أصفر لبس العشيّ ملاءة ... وبذيله لليل ذيل مسبل
أجملت في هذا الصنيع عوائداً ... الجود فيها مجمل ومفصّل
أنشأت فيها من نداك غمائماً ... بالفضل تنشأ والسّماحة تهمل
فجّرت من كفّيك عشرة أبحر ... تزجي سحاب الجود وهي الأنمل
من قاس كفّك بالغمام فإنّه ... جهل القياس ومثلها لا يجهل
تسخو الغمام ووجهها متجهم ... والوجه منه مع النّدى يتهلّل
والسّحبُ تسمح بالمياه وجوده ... ذهب به أهل الغنى تتموّل
من قاس بالشمس المنيرة وجهه ... ألفيته في حكمه لا يعدل (?)
من أين للشمس المنيرة منطق ... ببيانه درّ الكلام يفصّل
من أين للشمس المنيرة راحة ... تسخو إذا بخل الزمان الممحل
من قاس بالبدر المنير كماله ... فالبدر ينقص والخليفة يكمل
من أين للبدر المنير شمائل ... تسري بريّاها الصّبا والشّمأل
من أين للبدر المنير مناقب ... بجهادها تنضى المطيّ الذّلّل
يا من إذا نفحت نواسم حمده ... فالمسك يعبق طيبه والمندل
يا من إذا لمحت محاسن وجهه ... تعشو العيون ويبهر المتأمّل
يا من إذا تليت مفاخر قومه ... آي الكتاب بذكرها تتنزّل
كفل الخلافة منك يا ملك العلا ... والله جلّ جلاله لك أكفل
مأمونها وأمينها ورشيدها ... منصورها مهديّها المتوكّل