فاهنأ بملكك واعتمد شكراً به ... لطف الإله وصنعه تتخوّل
شرفت منه باسم والدك الرضى ... يحيا به منه الكريم المفضل
أبديت من حسن الصنيع عجائباً ... تروى على مرّ الزمان وتنقل
خفقت به أعلامك الحمر التي ... بخفوقها النصر العزيز موكل
هدرت طبول العزّ تحت ظلالها ... عنوان فتح إثرها يستعجل
ودعوت أشراف البلاد وكلّهم ... يثني الجميل وصنع جودك أجمل
وردوا ورود الهيم أجهدها الظما ... فصفا لهم من ورد كفّك منهل
وأثرت فيه للطراد فوارساً ... مثل الشموس وجوههم تتهلّل
من كلّ وضّاح الجبين كأنّه ... نجم وجنح النقع ليل مسبل
يرد الطراد على أغرّ محجّل ... في سرجه بطلٌ أغرّ محجّل
قد عوّدوا قنص الكماة كأنما ... عقبانها ينقض منها أجدل
يستتبعون هوادجاً موشيّةً ... من كلّ بدع فوق ما يتخيّل (?)
قد صوّرت منها غرائب جمّة ... تنسي عقول الناظرين وتذهل
وتضمنت جزل الوقود حمولها ... والنصر في التحقيق ما هي تحمل
والعاديات إذا تلت فرسانها ... آي القتال صفوفها تترتّل
لله خيلك؛ إنها لسوابح ... بحر القتام وموجه متهيّل
من كل برقٍ بالثريا ملجمٍ ... بالبدر يسرج والأهلّة ينعل
أوفى بهادٍ كالظليم وخلفه ... كفل كما ماج الكثيب الأهيل
هنّ البوارق غير أنّ جيادها ... عن سبق خيلك يا مؤيد تنكل
من أشهب كالصبح يعلو سرجه ... صبح به نجم الضلالة يأفل
أو أدهم كالليل قلّد شهبه ... خاض الصباح فأثبتته الأرجل