وروت أحاديث الفتوح غرائباً ... والنصر يملي والبشائر تنقل

ألقت إليك به السعود زمامها ... فالسعد يمضي ما تقول ويفعل

فالفتح بين معجّل ومؤجّل ... ينسيك ماضيه الذي يستقبل

أوليس في شأن (?) المشير دلالة ... أنّ المقاصد من طلابك تكمل

ناداهم داعي الضلال فأقبلوا ... ودعاهم داعي المنون فجدّلوا

عصوا الرسول إبايةً وتحكمت ... فيهم سيوفك بعدها فاستمثلوا

كانوا جبالاً قد علت هضباتها ... نسفتهم ريح الجلاد (?) فزلزلوا

كانوا بحاراً من حديد زاخر ... أذكتهم نار الوغى فتسيّلوا (?)

ركبت أرجلها الأداهم كلما ... يتحرّكون إلى قيام تصهل

كان الحديد لباسهم وشعارهم ... واليوم لم تلبسه إلاّ الأرجل

الله أعطاك التي لا فوقها ... فتحاً به دين الهدى يتأثل

جدّدت للأنصار حلي جهادها ... فالدين والدنيا به تتجمّل

من يتحف البيت العتيق وزمزماً ... والوفد وفد الله فيه ينزل

متسابقين إلى مثابة رحمة ... من كلّ ما حدب إليه تنسل

هيماً كأفواج القطا قد ساقها ... ظمأ شديد والمطاف المنهل

من كل مرفوع الأكفّ شراعة ... والقلب يخفق والمدامع تهمل

حتى إذا روت الحديث مسلسلاً ... بيض الصوارم والرماح العسّل

من فتحك الأسنى عن الجيش الذي ... بثباته أهل الوغى تتمثّل

أهدتهم السرّاء نصرة دينهم ... واستبشروا بحديثها وتهلّلوا

وتناقلوا عنك الحديث مسرّة ... بسماعه واهتزّ ذاك المحفل

ودعوا بنصرك وهو أعظم مفخراً ... إنّ الحجيج بنصر ملكك يحفل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015