شمائل فيهم من أبيهم وجدّهم ... تفصّل آي الفخر فيها بحمدهم
وتنسبها الأنصار قدماً لسعدهم ... تضيء بها نوراً مصابيح سعدهم ولم لا ومن صحب الرسول توقّدا ...
فوالله لولا سنّة قد أقمتها ... وسيرة هدي للنّبيّ علمتها
وأحكام عدلٍ للجنود رسمتها ... لجالت بها الأبطال تقصد سمتها وتترك أوصال الوشيج مقصّدا ...
ويا عاذراً أبدي لنا الشرع عذره ... طرقت حمىً قد عظّم الله قدره
وأجريت طيباً يحسد الطيب نشره ... لقد جئت ما تستعظم الصّيد أمره وتفديه إن يقبل خليفتها فدا ...
رعى الله منها دعوةً مستجابة ... أفادت نفوس المخلصين إنابةً
ولم تلف من دون القبول حجابة ... وعاذرها لم يبد عذراً مهابة فأوجب عن نقص كمالاً تزيّدا ...
فنقص كمال (?) المال وفر نصابه ... وما السيف إلاّ بعد مشق ذبابه
وما الزّهر إلاّ بعد شقّ إهابه ... بقطع يراع الخطّ حسن كتابه وبالقص يزداد الذبال توقدا ...
ولما قضوا عن سنة الشرع واجبا ... ولم نلق من دون الخلافة حاجبا
أفضنا نهنّي منك جذلان واهبا ... أفاض علينا أنعماً ومواهبا تعوّد بذل الجود فيما تعوّدا ...
هنيئاً هنيئاً قد بلغت مؤمّلا ... وأطلعت نوراً يبهر المتأملا