قد كان لي أمل في أن يعيش فلم ... يثبت مع الحتف في بقياه لي أمل
فقدته فلعمري إنها عظة ... وبالمواعظ تذري دمعها المقل
ما كان أبدع مرآه ومنظره ... وصفاً به كل حين يضرب المثل
كأن مطرف وشي فوق ملبسه ... عليه من كل حسن باه حلل
كأن إكليل كسرى فوق مفرقه ... وتاجه فهوعالي الشكل محتفل
موقت لم يكن يعزى له خطأ ... فيما يرتب من ورد ولا خلل
كأن زرقال (?) فيما مر علمه ... علم المواقيت مما رتب الأول
يرحل الليل، يحيي بالصراخ فما ... يصده كلل عنه ولا ملل
رأيته قد وهت منه القوى فهوى ... للأرض فعلأً يريه الشارب الثمل
لو يفتدى بديوك الأرض قل له ... ذاك الفداء ولكن فاجأ الأجل
قالوا الدواء فلم يغن الدواء ولم ... ينفعه من ذاك ما قالوا وما فعلوا
أملت فيه ثواباً أجر محتسب ... إن نلت ذلك صح القول والعمل وأمره السلطان أبوعبد الله سادس الملوك النصريين، وقد نظر إلى شلير وقد تردى بالثلج وتعمم، وكمل ما أراد من بزته وتمم، أن ينظم في وصفه، فقال بديهاً:
وشيخ جليل القدر قد طال عمره ... وما عنده علم بطول ولا قصر
عليه لباس أبيض باه السنا ... وليس بثوب أحكمته يد البشر
فطوراً تراه كله كاسياً به ... وكسوته فيها لأهل النهى عبر
وطوراً تراه عارياً ليس يكتسي ... بحر ولا برد من الشمس والقمر
وكم مرت الأيام وهوكما ترى ... على حاله لم يشك ضعفاً ولا كبر
وذاك شلير شيخ غرناطة التي ... لبهجتها في الأرض ذكر قد اشتهر