ومن جمالك نور لاح في بصري ... ومن ودادك روح حل في خلدي

لا تحسبنّ فؤادي عنك مصطبراً ... فقبل حبك كان الصبر طوع يدي

وهاك جسمي قد أوحى النحول به ... فلوطلبت وجوداَ منه لم تجد

بما في طرفك من غنج ومن حور ... وما بثغرك من در ومن برد

كن بين طرفي وقلبي منصفاً فلقد ... حابيت بعضهما فلعدل ولا تحد

فقال لي: قد جعلت القلب لي وطناً ... وقد قضيت على الأجفان بالسهد

وكيف تطلب عدلً والهوى حكم ... وحكمه قط لم يعدل على أحد

من لي بأغيد لا يرثي لذي شجن ... وليس يعرف ما يلقاه ذو كمد

ما كنت من قبل إذعاني لسطوته ... إخال أن الرشا يسطوعلى الأسد

إن جاد بالوعد لم تصدق مواعده ... فإن قنعت بزور الوعد لم يعد

شكوته علتي منه فقال: ألا ... سر للطبيب فما برء الضنى بيدي

فقلت: إن شئت برئي أوشفى ألمي ... فبارتشاف لماك الكوثري جد

وإن بخلت فلي مولى يجود على ... ضعفي ويبرئ ما أضنيت من جسدي وخرج بعد هذا إلى مدح لسان الدين فأطال وأطاب، وكيف لا وقد ملأ من إحسانه الوطاب، رحم الله تعالى الجميع.

[30 - من اليتيم إلى لسان الدين]

وقال لسان الدين: كتبت إلى عبد الله اليتيم (?) أسأل منه ما أثبت في كتاب " التاج " من شعره، فكتبت إلي بهذه الأبيات:

أما الغرام فلم أخلل بمذهبه ... فلم حرمت فؤادي نيل مطلبه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015