وليت فقيل أحسن خير وال ... ففاق مدى مداركها بفضله

وكم وال أساء فقيل فيه ... دنا فمحا محاسنها بفعله [ترجمة ولد ابن عبد الملك]

وفي الإحاطة ما محصلّه أن المذكور محمد بن محمد بن عبد الملك بن سعيد الأنصاري الأوسي، كان شديد الإنقباض، محجوب المحاسن، تنبوالعين عنه جهامة ووحشة ظاهر وغرابة شكل، وفي طي ذلك أدب غضّ، ونفس حرّة، وحديث ممتع، وأبوّة كريمة، أحد لصابرين على الجهد، المستمسكين بأسباب الحشمة، الراضين بالخصاصة، وأبوه قاضي القضاة نسيج وحده الإمام العالم التاريخي المتبحر في الآداب، تقلبت به أيدي الليالي بعد وفاته لتبعة سلطت على نشبه، فاستقر بمالقة مقدوراً عليه، لا يهتدي لمكان فضله إلا من عثر عليه، ومن شعره قوله:

من لم يصن في أمل وجهه ... عنك فصن وجهك عن ردّه

واعرف له الفضل وعرّف له ... حيث أحل النفس من قصده ثم قال: توفي في ذي القعدة عام ثلاثة وأربعين وسبعمائة؛ انتهى.

[29 - من المكودي إلى لسان الدين]

ومما مدح به لسان الدين قول أبي عبد الله محمد المكودي الفاسي رحمه الله تعالى:

رحماك بي فلقد خلدت في خلدي ... هوىً أكابد منه حرقة الكبد

حللت عقد سلوي عن فؤادي إذ ... حللت منه محل الروح من جسدي

مرآك بدري، التذاذ فمي ... ودين حبّك إضماري ومعتقدي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015