شعبان عام تسعة وأربعين وسبعمائة:

لا عذر لي عن خدمة الإعذار ... ولئن نأى وطني وشط مزاري

أو عاقني عنه الزمان وصرفه ... تقضي الأماني عادة الاعصار

قد كنت أرغب أن أفوز بخدمتي ... وأحط رحلي عند باب الدار

بادي المسرة بالصنيع وأهله ... متشمراً فيه بفضل إزاري

من شاء أن يلقى الزمان وأهله ... ويرى جلالاً شاع في الأقطار

فليأت حي ابن الخطيب ملبياً ... فيفوز بالإعظام والإكبار

كم ضم من صيد كرام قدرهم ... يسمو ويعلوفي ذوي (?) الأقدار

إن جئت ناديه فنب عني وقل ... نلت المنى بتلطف ووقار

يا من له الشرف القديم ومن له ال ... حسب الصميم العد يوم فخار

يهنيك ما قد نلت من أمل به ... في الفرقدين النيرين لساري

نجلاك قطبا كل مجد باذخ ... أملان مرجوان في الإعسار

عبد الإله وصنوه قمر العلا ... فرعان من أصل زكا ونجار

ناهيك من قمرين في أفق العلا ... ينميهما نور من الأنوار

زاكي الأرومة معرق في مجده ... جم الفضائل طيب الأخبار

رقت طبائعه وراق جماله ... فكأنما خلقا من الأزهار

وحلت شمائل حسنه فكأنما ... خلعت عليه رقة الأسحار

فإذا تكلم قلت طل ساقط ... أو وقع در من نحور جواري

أوفت حبر المسك في قرطاسه ... فالروض غب الواكف المدرار

تبتسم الأقلام بين بنانه ... فتريك نظم الدر في الأسطار

فتخال من تلك البنان كمائماً ... ظلت تفتح ناضر النوار

طور بواسطة نورين ميديا © 2015