عللوني ولوبوعد محال ... وصلوني ولوبطيف خيال
واعلموا أنني أسير هواكم ... لست أنفك دائماً عن عقال
فدموعي من بينكم في انسكاب ... وفؤادي من هجركم في اشتعال
يا أُهيل الحمى كفاني غرامي ... لا تزيدوا حسبي بما قد جرى لي
من مجيري من لحظ ريم ظلوم ... حلل الهجر بعد طيب الوصال
ناعس الطرف أسهر الجفن مني ... طال منه الجفا بطول الليالي
بابلي اللحاظ أصمى فؤادي ... ورماه من غنجه بنبال
وكسا الجسم من هواه نحولاً ... قصده في النوى بذاك انتحالي
ما ابتدى في الوصال يوماً بعطف ... مذ روى في الغرام باب اشتغالي
ليس لي منه في الهوى من مجير ... غير تاج العلا وقطب الكمال
علم الدين عزه وسناه ... ذروة المجد، بدر أفق الجلال
هوغيث الندى، وبحر العطايا ... هو شمس الهدى، فريد المعالي
إن وشى في الرقاع بالنقش قلنا ... صفحة الطرس حليت باللآلي
أودجا الخطب فهوفيه شهاب ... زانه الصبح في ظلام الضلال
أو نبا الأمر فهوفيه عضب ... صادق العزم عند ضيق المجال
لست تلقى مثاله في زمان ... جل في الدهر يا أخي عن مثال
قد نأى بي حبي له عن دياري ... لا لجدوى ولا لنيل نوال
لكن اشتقت أن أرى منه وجهاً ... نوره فاضح لنور الهلال
وكما همت فيه ألثم كفاً ... جاد لي بالنوال قبل السؤال
هاكها ابن الخطيب عذراء جاءت ... تلثم الأرض قبل شسع النعال
وتوفي حق الوزارة عمن ... هو ملك لها على كل حال ومن نظمه قوله يخاطبه مهنئاً في إعذاره أولاده بعد نثر نصه: يعتذر عن خدمة الإعذار، ويصل المدح والثناء على بعد الدار، بتاريخ الوسط من شهر