[16 - بين ابن الجياب ولسان الدين]
وقال ابن الصباغ العقيلي (?) : كان أبوالحسن ابن الجياب رئيس كتاب الأندلس وهم رؤساء غيرهم، واختص به ذوالوزارتين أبوعبد الله ابن الخطيب اختصاصاً تاماً، وأورثه رتبة من بعده، وعهد بها إليه، مشيراً بذلك على من استشاره من أعلام الحجاب عند حضور عمره، وتدرب بذكائه حتى استحق أزمته فأنسى بحسن سياسته شيخه المذكور، ونال التي لا فوقها من الحظوة، وبعد الصيت وسعادة البخت، اتفق له يوماً بعدما عزم النصراني على ورود البلد وضاقت به الصدور، فأنشد ابن الجياب بديهاً بمحضر الكتاب:
هذا العدو قد طغى ... وقد تعدى وبغى وقال لابن الخطيب: أجز أبا عبد الله، فأنشده بديهاً:
وأظهر السلم وقد ... أسر حسواً في ارتغا
فبلغ الرحمن سي ... ف النصر فيه ما ابتغى
ورده رد ثمو ... د والفصيل قد رغا
حتى يرى وليمة ... لكل مرهوب الثغا فقال ابن الجياب: هكذا وإلا فلا، وعجب الحاضرون من هذه البديهة؛ انتهى.
[17 - قصيدتان للبلوي يخاطب بهما لسان الدين]
ومما خوطب به لسان الدين قول الفقيه أبي يحيى البلوي المري (?) رحم الله الجميع: