وكأن أرض قراره ديباجة ... قد زاد حسن طرازها تشجير

وإذ تصعد نده نوءاً ففي ... أنماطه به نور به ممطور

شأو القصور قصورها عن وصفه ... سيان فيه خورنقٌ وسدير

فإذا أجلت اللحظ في جناباته ... يرتد وهو بحسنه محسور

وكأن موج البركتين أمامه ... حركات سجفٍ صافحته دبور

صفت بصفتها تماثل فضةٍ ... ملك النفوس بحسنها تصوير

فتدير من صفوالزلال معتقاً ... يسري إلى الأرواح منه سرور

ما بين آساد يهيج زئيرها ... وأساودٍ يسلي لهن صفير

ودحت من الأنهار أرض زجاجةٍ ... وأظلها فلكٌ يضيء منير

راقت فمن حصبائها وفواقعٍ ... تطفو (?) عليها اللؤلؤ المنثور

يا حسنه من مصنعٍ فبهاؤه ... باهى نجوم الأفق وهي تنور

وكأنما زهر الرياض بجنبه ... حيث التفت كواكبٌ وبدور

ولدسته الأسمى تخير رصفه ... فخر الورى وإمامها المنصور

ملكٌ أناف على الفراقد رتبةً ... وأقله فوق السماك سرير

قطب الخلافة تاج مفرق دولة ... رميت بجحفلها اللهام الكور

وجرى إلى أقصى العراق لرعيها (?) ... جيشٌ على جسر الفرات عبور

نجل النبي ابن الوصي سليل من ... حقن الدماء وعف وهو قدير

بحر الندى لكنه متموجٌ ... سيف العلا لكنه مطرور

طودٌ يخف لحلمه ووقاره ... ولجيشه يوم النزال ثبير

دامت معاليه ودام مجده ... طوقٌ على جيد العلا مزرور

وتعاهدته عن الفتوح بشائرٌ ... يغدو عليه بها المسا وبكور

طور بواسطة نورين ميديا © 2015