وكعبة مجد شادها العز فانبرت ... تطوف بمغناها أماني الورى شوطا

ومسرح غزلان الصريم كناسها ... حنايا قباب لا الكثيب ولا السقطا

فلكن به ما طاب لا الأثل والخمطا ... ووسدن فيه الوشي لا السدر والأرطى

تراه من المسك الفتيت مدبراً ... إذا مازجته السحب عاد بها خلطا

وإن باكرته نسمة سحراً سرى (?) ... إلى كل أنف عرف عنبره قسطا

أقرت له الزهراء والخلد وانتقت ... أواوين كسرى الفرس تغبطه غبطا

جناب رواق المجد فيه مطنب ... على خير من يعزى لخير الورى سبطا

إمام يسير الدهر تحت لوائه ... وترسى سفان للعلا حيثما وطا

وفتاح أقطار البلاد بفيلق ... يفلق هامات العدا بالظبى خبطا

تطلع من خرصانه الشهب فانثنت ... ذوائب أرض الزنج من ضوئها شمطا

كتائب نصر إن جرت لملمة ... جرت قبلها الأقدار تسبقها فرطا

إذا ما عقدن راية علوية ... جعلن ضمان الفتح في عقدها شرطا

فما للسما تلك الأهلة إنما ... سنابكها أبقت مثالاً بها خطا

يطاوع أيدي المعلوات عنانها ... فيعتاض من قبض الزمان بها بسطا

يد لأمير المؤمنين بكفها ... زمام يقود الفرس والروم والقبطا

أدار جداراً للعلا وسرادقاً ... يحوط جهات الأرض من رعيه حوطا وقوله مما كتب ببهوها بمرمر أسود في أبيض (?) :

لله بهو عز منه نظير ... لما زها كالروض وهو نضير

رصفت نقوش حلاه رصف قلائد (?) ... قد نضدتها في النحور الحور

فكأنها والتبر سال خلالها ... وشي وفضة تربها كافور

طور بواسطة نورين ميديا © 2015