سموت فخر البدر دوني وانحطا ... وأصبح قرص الشمس في أذني قرطا

وصغت من الإكليل تاجاً لمفرقي ... ونيطت بي الجوزاء في عنقي سمطا

ولاحت بأطواقي الثريا كأنها ... نثير جمان قد تتبعته لقطا

وعديت عن زهر النجوم لأنني ... جعلت على كيوان رحلي منحطا

وأجريت من فيض السماحة والندى ... خليجاً على نهر المجرة قد غطى

عقدت عليه الجسر للفخر فارتمت ... إليه وفود البحر تغرف ما أنطى

تنضنض ما بين الغروس كأنه ... وقد رقرقت حصباؤه حية رقطا

حواليه من دوح الرياض خرائد ... وغيد تجر (?) من خمائلها مرطا

إذا أرسلت لدن الفروع وفتحت ... جنى الزهر لاح في ذوائبها وخطا

يرنحها مر النسيم إذا سرى ... كما مال نشوان تشرب إسفنطا

يشق رياضاً جادها الجود والندى ... سواء لديها الغيث أسكب أم أخطا

وسالت بسلسال اللجين حياضه ... بحاراً غدا عرض البسيط لها شطا

تطلع منها وسط وسطاه دمية ... هي الشمس لا تخشى كسوفاً ولا غمطا

حكت وحباب الماء في جنباتها ... سنا البدر حل من نجوم السما وسطا

إذا غازلتها الشمس ألقى شعاعها ... على جسمها الفضي نهراً بها لطا

توسمت فيها من صفاء أديمها ... نقوشاً كأن المسك ينقطها نقطا

إذا اتسقت بيض القباب قلادة ... فإني لها في الحسن درتها الوسطى

تكنفني بيض الدمى فكأنها ... عذارى نضت عنها القلائد والريطا

قدود ولكن زانها الحسن عريها ... وأجمل في تنعيمها النحت والخرطا

نمت صعداً تيجانها فتكسرت ... قوارير أفلاك السماح بها ضغطا

فيا لك شأواً بالسعادة آهلاً (?) ... بأكنافه رحل العلا والهدى حطا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015