فويل أهل القلى من حيّة ذكرٍ للمتلئبّ المهام المجر ملتقم
راموا عداوة من إن شاء غادرهم من الأحاديث عن عادٍ وعن إرم
فسوف يأكلهم من جيشه لجبٌ بكلّ قرمٍ إلى لحمانهم قرم
وإنّ آلاعراب إذ ساروا لغايته لسائرون إلى لقمٍ على لقم
وهم كما قاله ماضٍ " أرى قدمي بسعيه نحو حتفي قد أراق دمي "
فقل إذاً للمناوي الناو لان أذىً يا غرّ غرك ما أبصرت في الحلم
له صوارم لو ناجتك ألسنها لبشّرتك بعمرٍ منك منصرم
وأنّ روحك عن قربٍ سيقبضه قبض المسلّم ما قد حاز من سلم
فهو الذي ما له ندٌّ يشابهه من كلّ متّصفٍ بالدهي متّسم
يدبّر الأمر تدبيراً يخلّصه ممّا عسى أن يرى فيه من الوهم
ويبصر الغيب لحظ الذهن منه إذا تعمى عن آدراكه ألحاظ كلّ عمي
وينعم النّظر المفضي بناظره لصوب وجه صواب واضح اللقم
ذو منطقٍ لم تزل تجلو نتائجه عن مبطل بخصام المبطل الخصم
ومسمعٍ ليس يصغي للوشاة فلم ينفق لديه الذي عنهم إليه نمي
فعقله لا توازيه العقول، وهل يوازن الطود ما قد طال من أكم
إيهٍ جميع الورى من بدو آو حضر نداء مرتبط بالنّصر مرتسم
شدوا وجدّوا ولا تعنوا ولا تهنوا قد لفّها الليل بالسّوّاقة الحطم
هذا الإمام المريني السعيد له سعدٌ يؤيده في كل مصطدم
قد أقسمت أنّه المنصور ألسنةٌ من نخبة الأوليا مبرورة القسم
فشيّعوه ووالوه تروا عجباً وتظفروا معه بالأجر والغنم
والحمد لله إذ أبقى خلافته كهفاً لنا من يخيّم فيه لم يرم
حرز حريزٌ وعزٌّ قائمٌ وندىً غمرٌ دراكٌ بلا منّ ولا سأم
دامت ودام لها سعدٌ يساعدها في كلّ مبتدإ منه ومختتم
فالله عزّ اسمه قد زانها بحلىً من غرّ أمداحه كالدّرّ في النّظم