يرون حقاًعليهم حفظ جارهم فلم يضر نازلٌفيهم ولم يضم
فروعه بالدواهي لا يراع، ولا يغمّ منها بما يعرو من الغمم
هم البحار سماحاً غير أنّ بها ما قد أناف على الأطواد من همم
وليس يسلم من حتفٍ محاربهم حتى يكون إليهم ملقي السّلم
كم فيهم من أميرٍ أوحد ندسٍ يقرطس الغرض المقصود بالفهم
ولا كبسط أبي حسون (?) من حسنت ... أمداحه حسن ما فيه من الشيم هذاكم ابن أبي ذكرى الهمام فقل في أصله المنتقى من مجده العمم
خليفة الله حقّاً في خليقته كنائب ناب في حكمٍ عن الحكم
مهما تنر قسماتٌ منه نيرةٌ تنل بنازله ما جلّ من نعم
فوجهه بدجىً أو كفّه بجدىً أبهى من الزهر أو أندى من الديم
وفضله وله الفضل المبين جرى كجري آلامثال في الأقطار والأمم
وجوده المتوالي للبريّة ما وجوده بينها طرّاً بمنهدم
إذا ابتغت نعماً منه العفاة له لم يسمعوا كلمةً منه سوى نعم
وإن يعبّس زمانٌ في وجوههم لم يبصروا غير وجهٍ منه مبتسم
وجه تبين سمات المكرمات به كما تبين سمات الصدق في الكلم
وراحةٌ لم تزل في كلّ آونةٍ في نيلها راحة الشاكي من العدم
لله ما التزمته من نوافله أيّام لا فرض مفروضٍ بملتزم
أنسى الخلائف في حلمٍ وفي شرفٍ وفي سخاءٍ وفي علمٍ وفي فهم
فجاز معتمداً منهم ومعتضداً وامتاز عن واثقٍ منهم ومعتصم
وناصر الدين في الإقبال فاق، وفي محبّة العلم أزرى بابنه الحكم
أفعال أعدائه معتلّةٌ أبداً متى يرم جذمها بالحذف تنجزم