فأنت أنت ولولا أنت ما نهضت بنا إليها خطا الوخّادة الرّسم

رحماك يا راحماً ينمى إلى رحما في النفس والأهل والأتباع والحشم

فكم مواقف صدقٍ في الجهاد لنا والخيل عالكة الأشداق للّجم

والسيف يخضب بالمحمرّ من علق ما ابيضّ من سبلٍ واسودّ من لمم

ولا ترى صدر عضب غير منقصف ولا ترى متن لدن غير منحطم

حتى دهينا بدهيا لا اقتدار لها سوى على الصون للأطفال والحرم

فقال من لم يشاهدها فربّتما يخال جامحها يقتاد بالخطم

هيهات لو زبنته الحرب كان بها ... أعيى يداً من يدٍ جالت على رحم (?) تالله ما أضمرت غشّاً ضمائرنا ولا طوت صحّةً منها على سقم

لكن طلبنا من الأمر الذي طلبت ولاتنا قبلنا في الأعصر الدّهم

فخاننا عنده الجدّ الخؤون، ومن تقعد به نكبات الدهر لم يقم

فاسودّ ما اخضرّ من عيشٍ دهته عداً بالأسمر اللّدن أو بالأبيض الخذم

وشتت البين شملاً كان منتظماً والبين أقطع للموصول من جلم

فربّ مبنى شديد قد أناخ به ركب البلا فقرته أدمع الديم

قمنا لديه أصيلاناً نسائله ... أعيا جواباً وما بالربع من إرم (?) وما ظننّا بأن نبقى إلى زمن نرى به غرر الأحباب كالحمم

لكن رضىً بالقضا الجاري وإن طويت منّا الضلوع على برحٍ من الألم

لبّيك يا من دعانا نحو حضرته دعاء إبراهم الحجّاج للحرم

واعط الأمان الذي رصّت قواعده على أساس وفاء غير منهدم

خليفة الله وافاك العبيد فكن في كلّ فضلٍ وطولٍ عند ظنهم

وبين أسلافنا ما قد علمت به من اعتقاد بحكم الإرث مقتسم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015